الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

{ ءَامَنَّا بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم لمرور ذكره في قوله : { مَا بصاحبكم مّن جِنَّةٍ } : والتناوش والتناول : أخوان ؛ إلاّ أنّ التناوش تناول سهل لشيء قريب ، يقال ناشه ينوشه ، وتناوشه القوم . ويقال : تناوشوا في الحرب : ناش بعضهم بعضاً . وهذا تمثيل لطلبهم ما لا يكون ، وهو أن ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت ، كما ينفع المؤمنين إيمانهم في الدنيا : مثلت حالهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة ، كما يتناوله الآخر من قيس [ مقدار ] ذراع تناولاً سهلاً لا تعب فيه . وقرىء : «التناؤش » : همزت الواو المضمومة كما همزت في أجؤه وأدؤر وعن أبي عمرو التناوش بالهمز التناول من بعد من قولهم : نأشت إذا أبطأت وتأخرت . ومنه البيت :

تَمَنَّى نَئِيشاً أَنّ يَكُونَ أَطَاعَنِي ***

أي أخيراً