تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

الآية 52 [ وقوله تعالى ]{[17112]} : { وقالوا آمنا به } هو{[17113]} كقوله : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } الآية [ غافر : 84 ] وكقول فرعون : { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } [ يونس : 90 ] ونحوه .

وقوله تعالى : { وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد } قال بعضهم : { من مكان بعيد } إنهم سألوا الرجعة والرّد أن ينالوه : { من مكان بعيد } قال : من الآخرة إلى الدنيا .

وقال بعضهم : أي لا سبيل لهم إلى الإيمان في ذلك الوقت ، وقد كفروا به من قبل في حال الدّعة والرخاء ولم يؤمنوا .

وقال بعضهم : { من مكان بعيد } أي من حيث لا ينال ، ولا يكون ، فذلك البعيد كقول الله { أولئك ينادون من مكان بعيد } [ فصلت : 44 ] أي من حيث لا يكون أبدا ، ليس على إرادة حقيقة المكان .

وقتادة يقول : هو عند الموت وعند نزول العذاب بهم . ليس من أحد بلغ ذلك الوقت إلا وهو يؤمن ، ويتمنى الإيمان . لكن لا ينفع كقوله : { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها } الآية [ الأنعام : 158 ] على ما ذكر .


[17112]:من م، ساقطة من الأصل.
[17113]:في الأصل وم: وهو.