{ إذ دخلوا على داود ففزع منهم } وسبب ذلك ما حكاه ابن عيسى : إن داود حدث نفسه إن ابتلي أن يعتصم ، فقيل له إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك ، فأخذ الزبور ودخل المحراب ومنع من الدخول عليه ، فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون من الطير فجعل يدرج بين يديه ، فهمّ أن يستدرجه بيده فاستدرج حتى وقع في كوة المحراب فدنا منه ليأخذه فانتفض فاطلع لينظره فأشرف على امرأة تغتسل فلما رأته غطت جسدها بشعرها ، قال السدي فوقعت في قلبه ، قال ابن عباس وكان زوجها غازياً في سبيل الله ، قال مقاتل وهو أوريا بن حنان ، فكتب داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت ، وكان حملة التابوت إما أن يفتح الله عليهم أو يقتلوا ، فقدمه فيهم فقتل ، فلما انقضت عدتها خطبها داود فاشترطت عليه إن ولدت غلاماً أن يكون الخليفة بعده ، وكتبت عليه بذلك كتاباً وأشهدت عليه خمسين رجلاً من بني إسرائيل فلم يشعر بفتنتها حتى ولدت سليمان وشب وتسور عليه الملكان وكان من شأنهما ما قَصَّه الله في كتابه .
وفي فزعه منهما قولان : أحدهما : لأنهم تسوروا عليه من غير باب . الثاني : لأنهم أتوه في غير وقت جلوسه للنظر .
{ قالوا لا تخف خصمان بَغَى بعضنا على بعض } : وكانا ملكين ولم يكونا خصمين ولا باغيين ، ولا يأتي منهما كذب ، وتقدير كلامهما : ما تقول إن أتاك خصمان وقالا بغى بعضنا على بعض .
وثنى بعضهم هنا وجمعه في الأول حيث قال : { وهل أتاك نبأ الخصم } لأن جملتهم جمعت ، وهم فريقان كل واحد منهما خصم .
{ فاحكم بيننا بالحق } أي بالعدل . { ولا تشطط } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : لا تملْ ، قاله قتادة . الثاني : لا تَجُر ، قاله السدي . الثالث : لا تسرف ، قاله الأخفش .
وفي أصل الشطط قولان : أحدهما : أن أصله البعد من قولهم شطط الدار إذا بعدت ، قال الشاعر :
تشط غداً دار جيراننا *** والدار بعد غد أبعد
الثاني : الإفراط . قال الشاعر :
ألا يالقومي قد اشطّت عواذلي *** وزعمن أن أودى بحقّي باطلي
{ واهدِنا إلى سواءِ الصراط } فيه وجهان : أحدهما : أرشدنا إلى قصد الحق ، قاله يحيى . الثاني : إلى عدل القضاء ، قاله السدي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.