وقوله تعالى : { إِذْ دَخَلُواْ على دَاوُودَ } بدلٌ ممَّا قبله أو ظرف لتسوَّروا { فَفَزِعَ مِنْهُمْ } رُوي أنَّه تعالى بعثَ إليه مَلكين في صورة إنسانينِ قيل : هما جبريلُ وميكائيلُ عليهما السَّلامُ فطلبا أنْ يدخلا عليه فوجداهُ في يوم عبادته فمنعهُما الحَرَسُ فتسوَّروا عليه المحراب بمن معهُما من الملائكةِ فلم يشعرْ إلاَّ وهُما بين يديه جالسانِ ففزِع منهم لأنَّهم نزلُوا عليه من فوق على خلافِ العادةِ والحَرَسُ حوله في غير يوم الحُكومةِ والقضاء . قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما : إنَّ داودَ عليه السَّلامُ جزَّأ زمانَه أربعةَ أجزاءٍ يوماً للعبادة ويوماً للقضاء ويوماً للاشتغال بخاصَّةِ نفسه ويوماً للوعظ والتَّذكيرِ . { قَالُواْ } استئناف وقع جواباً عن سؤالٍ نشأ من حكايةِ فزعِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ، وكأنَّه قيل : فماذا قالتِ الملائكةُ عند مشاهدتِهم لفزعِه ، فقيل قالوا إزالةً لفزعِه { لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ } أي نحنُ فوجانِ متخاصمانِ على تسمية مصاحب الخصم خَصْماً { بغى بَعْضُنَا على بَعْضٍ } هو على الفرض وقصد التَّعريضِ فلا كذبَ فيه { فاحكم بَيْنَنَا بالحق وَلاَ تُشْطِطْ } أي لا تجُر في الحُكومةِ وقرئ ولا تشطُطْ أي لا تبعُد عن الحقِّ وقرئ ولا تشطّط ولا تشاطِطْ وكلُّها من معنى الشَّططِ وهو مجاوزةُ الحدِّ وتخطِّي الحقِّ { واهدنا إلى سَوَاء الصراط } إلى وسطِ طريقِ الحقِّ بزجر الباغي عمَّا سلكه من طريق الجَوْرِ وإرشاده إلى منهاجِ العدلِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.