التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُۥدَ فَفَزِعَ مِنۡهُمۡۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ خَصۡمَانِ بَغَىٰ بَعۡضُنَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فَٱحۡكُم بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَلَا تُشۡطِطۡ وَٱهۡدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ} (22)

{ إذ دخلوا على داود ففزع منهم } العامل في إذ هنا تسوروا ، وقيل : هي بدل من الأولى ، وأما إذ الأولى فالعامل فيها أتاك أو تسوروا ورد الزمخشري ذلك ، وقال إن العامل فيها محذوف تقديره : هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا ، وإنما فزع داود منهم لأنهم دخلوا عليه بغير إذن ودخلوا من غير الباب ، وقيل : إن ذلك كان ليلا .

{ خصمان بغى بعضنا على بعض } تقديره نحن خصمان ، ومعنى بغى تعدى .

{ ولا تشطط } أي : لا تجر علينا في الحكم ، يقال : أشط الحاكم إذا جار ، وقرئ في الشاذ لا تشطط بفتح التاء أي : لا تبعد عن الحق ، يقال : شط إذا بعد .

{ سواء الصراط } أي : وسط الطريق ، ويعني القصد والحق الواضح .