الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُۥدَ فَفَزِعَ مِنۡهُمۡۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ خَصۡمَانِ بَغَىٰ بَعۡضُنَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فَٱحۡكُم بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَلَا تُشۡطِطۡ وَٱهۡدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ} (22)

{ فَفَزِعَ مِنْهُمْ } قال ابن عباس : إنّ داود عليه السلام جزأ زمانه أربعة أجزاء : يوماً للعبادة ، ويوماً للقضاء ، ويوماً للاشتغال بخواص أموره ، ويوماً يجمع بني إسرائيل فيعظهم ويبكيهم ؛ فجاءوه في غير يوم القضاء ففزع منهم ، ولأنهم نزلوا عليه من فوق ، وفي يوم الاحتجاب ، والحرس حوله لا يتركون من يدخل عليه { خَصْمَانِ } خبر مبتدأ محذوف ، أي : نحن خصمان { وَلاَ تُشْطِطْ } ولا تجر . وقرىء : «ولا تشطط » ، أي : ولا تبعد عن الحق . وقرىء : «ولا تشطط » ، ولا تشاطط ، وكلها من معنى الشطط : وهو مجاوزة الحدّ وتخطي الحق . و { سَوَآءِ الصراط } وسطه ومحجته : ضربه مثلاً لعين الحق ومحضه .