تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُواْۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (32)

قوله تعالى : { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } يعني من الجاه والمال لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حسن وتدبير وعلم بأحوال العباد وبما يصلح المقسومُ له من بسط الرزق أو قبضه ، ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض فعلى كل أحد أن يرضى بما قُسِمَ له ، وروي أنها أتت وافدة النساء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : رب الرجال والنساء واحدٌ وأنت رسول الله إلينا وإليهم وأبونا آدم وأمُّنا حوَّى فما بالنا يذكر الله الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ، وروي أنها قالت : وقد سبقنا الرجال بالجهاد فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن للحامل منكن أجر الصائم القائم فإذا ضربها الطلق لم يدرِ أحدٌ ما لها من الأجر فإن أرضعت كان لها بكل مضغة أجر نفسٍ تحيها " قوله تعالى : { للرجال نصيب مما اكتسبوا } جعل ما قسَّم لكل واحد من الرجال والنساء على حسب ما عرف الله من حاله المُوجبة للبسط والقبض ، قوله تعالى : { واسألوا الله من فضله } ولا تتمنوا أنصباء غيركم من الفضل ، ولكن سلوا الله من خزائنه التي لا تنفد ، وقيل : كان الرجال قالوا : إن الله فضَّلنا على النساء في الدنيا لنا سهمان ولهنَّ سهمٌ واحدٌ فنرجو أن يكون لنا أجران في الآخرة على الأعمال فلهنَّ أجرٌ ، قالت أمُّ سلَمة ونسوة معها : ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتب على الرجال فيكون لنا من الأجر مثل ما لهم