النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّـٰشِدُونَ} (7)

قوله عز وجل : { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ منَ الأمْرِ لَعَنِتَّمُ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : لأثمتم ، قاله مقاتل .

الثاني : لاتهمتم ، قاله الكلبي .

الثالث : لغويتم .

الرابع : لهلكتم .

الخامس : لنالتكم شدة ومشقة .

قال قتادة : هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا ، فأنتم والله أسخف رأياً وأطيش عقولا .

{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ } فيه وجهان :

أحدهما : حسنه عندكم ، قاله ابن زيد .

الثاني : قاله الحسن . بما وصف من الثواب عليه .

{ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : بما وعد عليه في الدنيا من النصر وفي الآخرة من الثواب ، قاله ابن بحر .

الثاني : بالدلالات على صحته .

{ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه الكذب خاصة ، قاله ابن{[2718]} زيد .

الثاني : كل ما خرج عن الطاعة{[2719]} .


[2718]:وهو قول ابن عباس كذلك.
[2719]:مشتق من فسقت الرطبة خرجت من قشرها. والفأرة من جحرها.