الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّـٰشِدُونَ} (7)

ثم قال : { واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم } [ 7 ] .

أي : إعلموا أن نبي الله عز وجل{[64350]} بين ظهركم فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بأخباركم فلو أطاعكم رسول الله صلى الله عليه وسلم{[64351]} فيما تقولون له لنالكم عنت{[64352]} وشدة ومشقة ، لأنه كان يخطئ في أفعاله كما لو قبل من الوليد قوله في بني المصطلق إنهم ارتدوا ومنعوا الزكاة لغزاهم وأصابهم بالقتل والسباء وهم براء{[64353]} ، فكنتم تقتلون وتسبون من لا يحل قتله ولا سباؤه ، فيدخل عليكم الإثم والمشقة في إخراج الديات والعنت والفساد والهلاك{[64354]} .

ثم قال : { ولكن الله حبب إليكم الإيمان } أي : وفقكم له وزينه في قلوبكم .

وقيل معناه : أمركم أن تحبوا الإيمان ، وزينه في قلوبكم فأحببتموه وهذا قول مردود لأن الكفار قد أمرهم الله{[64355]} بمحبة الإيمان أيضا ، فلا فرق بين كافر ولا مؤمن في ذلك . وقيل معناه : فعل بكم أفاعيل تحبون معها الإيمان ، وهي التوفيق .

{ وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } أي : فعل{[64356]} بكم أفاعيل كرهتم معها ذلك .

قال ابن زيد : حببه إليكم : حسنه في قلوبكم{[64357]} ، قال العصيان : عصيان النبي صلى الله عليه وسلم{[64358]} ، والفسوق : الكذب . والعصيان : ركوب ما نهى{[64359]} الله عز وجل{[64360]} عنه .

ثم قال : { أولئك هن الراشدون } أي : هؤلاء الذين حبب إليهم الإيمان وكره إليهم الكفر والكذب ، وفعل ما نهاهم عنه هم{[64361]} السالكون طريق الحق .


[64350]:ساقط من ع.
[64351]:ساقط من ع.
[64352]:ح: "عنث": وهو تحريف.
[64353]:ع: "براء من ذلك".
[64354]:انظر: تفسير الغريب 416.
[64355]:ساقط من ح.
[64356]:في ع : "يعمل".
[64357]:انظر: جامع البيان 26/80.
[64358]:ع: "عليه السلام".
[64359]:ع: "نها": فهو خطأ.
[64360]:ساقط من ع.
[64361]:ساقط من ع.