جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّـٰشِدُونَ} (7)

{ واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم{[4686]} } أي : واعلموا أن فيكم لا في غيركم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على حال لو أطاعكم في كثير من آرائكم لوقعتم في جهد ومصيبة نزلهم منزلة من لا يعلم أنه بين أظهرهم ، وجملة " لو يطيعكم " حال إما من الضمير المستتر ، أو البارز في " فيكم " { ولكن الله حبب{[4687]} إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق{[4688]} والعصيان{[4689]} } ، ولذلك تطيعونه أنتم لا هو يطيعكم ، فلا توقعون في عنت ، { أولئك هم الراشدون } ، وعن بعض المفسرين : إن قوله " ولكن الله " استثناء لقوم آخرين صفتهم غير صفتهم ، كأنه قال فيكم الرسول على حال يجب تغييرها ، وهي إرادتكم أن يتبعكم ، ولو فعل لعنتم ، ولكن بعضهم الموصفين بأن الله تعالى زين الإيمان في قلوبهم لا يريدون أن يتبعهم أولئك هم الذين أصابوا طريق السوى ، وعن بعضهم : إن معناه إن فيكم الرسول فعظموه ، ولا تقولوا له باطلا ، ثم لما قال ما دل على أنهم جاهلون بمكانه مفرطون فيما يجب من تعظيم شأنه اتجه لهم أن يسألوا ماذا فعلنا حتى نسبنا إلى التفريط ، وماذا ينتج من المضرة فأجاب إنكم تريدون أن يتبعكم ، ولو اتبعكم لعنتم ، فعلى هذا جملة " لو يطيعكم " استئنافية ،


[4686]:عن أبي سعيد الخدري أنه قرأ هذه الآية، وقال: هذا نبيكم يوحى إليه، وخيار أئمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا، فكيف بكم اليوم؟! أخرجه الترمذي: وقال حديث حسن صحيح غريب [صحيح الإسناد، وانظر صحيح سنن الترمذي (2607)] /12 فتح.
[4687]:كما تقول زيد لو يطيعك لما كان عالما؛ لكن هو رجل ذو لب عليم، فعلى هذا قوله ولكن استدراك وقع موقعه/12 وجيز منه.
[4688]:الكبائر/12 وجيز.
[4689]:الصغائر/12 وجيز.