الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّـٰشِدُونَ} (7)

قوله : { لَوْ يُطِيعُكُمْ } : يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً : إمَّا من الضميرِ المجرور مِنْ " فيكم " ، وإمَّا من المرفوعِ المستترِ في " فيكم " لأدائِه إلى تنافُرِ النَّظْمِ . ولا يَظْهر ما قاله بل الاستئناف واضحٌ أيضاً . وأتى بالمضارعِ بعد " لو " لدلالةً على أنه كان في إرادتِهم استمرارُ عملِه على ما يتقوَّلون .

قوله : { وَلَكِنَّ اللَّهَ } الاستدراكُ هنا من حيث المعنى لا من حيث اللفظُ ؛ لأنَّ مَنْ حُبِّبَ إليه الإِيمانُ غايَرَتْ صفتُه صفةَ مَنْ تقدَّم ذِكْرُه .

وقوله : { أُوْلَئِكَ هُمُ } التفاتٌ من الخطاب إلى الغَيْبَةِ .