النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (117)

قوله عز وجل : { مَا قُلتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ }

لم يذكر عيسى ذلك على وجه الإِخبار به لأن الله عالم به ، ويحتمل وجهين :

أحدهما : تكذيباً لمن اتخذه إلهاً معبوداً .

والثاني : الشهادة بذلك على أمته فيما أمرهم به من عبادة ربه .

قوله تعالى : { أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : إعلامهم أن الله ربه وربهم واحد .

والثاني : أن عليه وعليهم أن يعبدوا رباً واحداً حتى لا يخالفوا فيما عبدوه .

{ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيِهِمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : يعني شاهداً .

والثاني : شاهداً عليهم .

{ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي } فيه وجهان :

أحدهما : أنه الموت .

والثاني : أنه رفعه إلى السماء .

{ . . . الرَّقِيبَ عَلَيهِمْ } فيه وجهان :

أحدهما : الحافظ عليهم .

والثاني : العالم بهم .

{ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } يحتمل وجهين :

أحدهما : شاهداً لما حضر وغاب .

والثاني : شاهداً على من عصى ، وأطاع .