قوله عز وجل : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } هذا التحريم على الذين هادوا إنما هو تكليف بلوى وعقوبة ، فأول ما ذكره من المحرمات عليهم { كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } وفيه ثلاثة أقاويل{[997]} :
أحدها : أنه ما ليس منفرج الأصابع كالإبل{[998]} والنعام والأوز والبط ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي .
والثاني{[999]} : أنه عنى أنواع السباع كلها .
والثالث{[1000]} : أنه كل ذي مخلب من الطير ، وكل ذي حافر من الدواب .
ثم قال : { وَمِنَ البَقَرِ وَالغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها شحوم الثّرْب{[1001]} خاصة ، قاله قتادة .
والثاني : أنه كل شحم لم يكن مختلطاً بعظم ولا على عظم ، قاله ابن جريج .
والثالث : أنه شحم الثرب والكلى ، قاله السدي وابن زيد .
ثم قال : { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } يعني شحم الجنب وما علق بالظهر فإنه لم يحرم عليهم .
ثم قال : { أَوْ الحَوَايَآ } وفيها أربعة تأويلات :
أحدها : أنها المباعر ، قاله ابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومجاهد ، والسدي .
والثاني : أنها بنات{[1002]} اللبن ، قاله عبد الرحمن بن زيد .
والثالث : أنها الأمعاء التي عليها الشحم من داخلها ، قاله بعض المتأخرين .
والرابع : أنها كل ما تحوّى في البطن واجتمع واستدار ، قاله علي بن عيسى .
{ أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } فيه قولان :
أحدهما{[1003]} : أنه شحم الجنب .
والثاني : أنه شحم الجنب والألية ، لأنه على العصعص ، قاله ابن جريج ، والسدي .
{ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم ببَغْيِهِمْ } يحتمل وجهين :
أحدهما : ببغيهم على موسى عليه السلام فيما اقترحوه وعلى ما خالفوه .
والثاني : ببغيهم على أنفسهم في الحلال الذي حرموه .
{ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } فيما حكاه عنهم وحرمه عليهم{[1004]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.