الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٖۖ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ شُحُومَهُمَآ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَآ أَوِ ٱلۡحَوَايَآ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمٖۚ ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِبَغۡيِهِمۡۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (146)

قوله { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر } الآية [ 147 ] .

قرأ الحسن { كل ذي ظفر } بالإسكان ، وقرأ أبو السمأل { كل ذي ظفر } بكسر الظاء{[22383]} ، وأنكر ذلك{[22384]} أبو حاتم{[22385]} .

( و ){[22386]} قوله : { أو الحوايا } في موضع رفع على معنى : ( أو إلا ما حملت الحوايا ) ، فهو عطف على ( الظهور ){[22387]} ، فتكون داخلة في الذي هو حلال ، وكذلك ( ما ) الثانية{[22388]} داخلة في الحلال{[22389]} ، وقيل : هي في موضع نصب{[22390]} ، عطف على المستثنى{[22391]} وهو ( ما ){[22392]} .

وقيل : هو معطوف على ( الشحوم ){[22393]} ، والمعنى : حرمنا عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم إلا ما حملت ظهورهما فتكون الحوايا داخلة في التحريم على هذا ، و( ما ){[22394]} الثانية عطف عليها{[22395]} .

ومعنى الآية أن الله أخبر نبيه{[22396]} أنه حرم على اليهود – جزاء ببغيهم – كل ذي ظفر ، وهو من البهائم ( و ){[22397]} الطير ما لم يكن مشقوق [ الأصابع ]{[22398]} كالإبل والنِّعام والإوز والبط{[22399]} ، وأنه حُرم عليهم شحوم ثروب{[22400]} الغنم والبقر{[22401]} . وقيل : إنما حرم عليهم كل شحم غير مختلط بعظم ولا على عظم{[22402]} .

وقال السدي : الذي حرّم عليهم هو شحوم الثروب{[22403]} و[ الكلى ]{[22404]} .

{ إلا ما حملت ظهورها } : يعني شحوم الجنب والظهر ونحوه{[22405]} .

وواحد ( الحوايا ) : ( حاوياء ){[22406]} ، مثل نافقاء ، هذا مذهب سيبويه{[22407]} . وقال الكسائي : واحدها ( حاوية ){[22408]} ، مثل ضاربة{[22409]} . وهي ما تَحَوّى{[22410]} في البطن ويستدير ، وهي ( المباعر ) ، فاستثنى في الحلال ما حملت الحوايا{[22411]} ، فهذا يدل على عطف ( الحوايا ) على ( الظهور ) في موضع رفع . وأكثرهم على أن الحوايا : المباعر ، تدعى عند العرب : ( المرابض ){[22412]} .

{ أو ما اختلط بعظم } يعني شحم الألية وشبهه حلال{[22413]} .

وقيل : واحد الحوايا ( حوية ){[22414]} .


[22383]:ب د: الطاء. وانظر: القراءتين في مختصر ابن خالويه 41.
[22384]:أي: كسر الظاء وإسكان الفاء.
[22385]:انظر: جميع هذا في إعراب النحاس 1/589.
[22386]:ساقطة من د.
[22387]:ب : الطهور. وهو قول الفراء في معانيه 1/363، والنحاس في إعرابه 1/589، ومكي في إعرابه 276، وابن الأنباري في إعرابه 1/348.
[22388]:في قوله {أو ما اختلفط بعظم}.
[22389]:انظر: تفسير الطبري 12/203، ومعاني الزجاج 2/301.
[22390]:هو قول الفراء في معانيه 1/363.
[22391]:ب: المستثناء.
[22392]:هي في قوله: {إلا ما حملت ظهورهما}. وهو قول النحاس في إعرابه 1/589، وفي القطع 325، وانظر: إعراب مكي 276، وإعراب ابن الأنباري 1/348.
[22393]:د: السحوم.
[22394]:ب: اما.
[22395]:انظر: إعراب ابن الأنباري 1/348.
[22396]:د: نبه.
[22397]:ساقطة من ب.
[22398]:أ د: الأصبع.
[22399]:انظر: تفسير الطبري 12/198.
[22400]:ب د: تروب.
[22401]:انظر: تفسير الطبري 12/201.
[22402]:هو قول ابن جريج في تفسير الطبري 12/201.
[22403]:ب د: التروب.
[22404]:أ د: الكلا. وانظر: تفسير الطبري 12/202، وهو قول الفراء في معانيه 1/363.
[22405]:هو قول ابن عباس والسدي وأبي صالح في تفسير الطبري 12/202، 203.
[22406]:انظر: معاني الأخفش 508، ومعاني الزجاج 2/301.
[22407]:انظر: الكتاب 3/617، 618، وإعراب النحاس 1/589، وإعراب مكي 276، وإعراب ابن الأنباري 1/347.
[22408]:د: واحية. وانظر: القطع 325.
[22409]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها كما أثبت. ب د: طاربة. وانظر: المحرر 6/172، وأحكام القرطبي 7/126.
[22410]:ب د: يتحوى.
[22411]:د: الحيوايا.
[22412]:انظر: تفسير الطبري 12/203 وما بعدها.
[22413]:هو قول ابن جريج والسدي في تفسير الطبري 12/205، والزجاج في معانيه 2/301، وانظر: القطع 325.
[22414]:انظر: غريب ابن قتيبة 163، وتفسير الطبري 12/203، ومعاني الزجاج 2/301، وإعراب مكي 276، وإعراب ابن الأنباري 1/347.