النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (42)

قوله عز وجل : { لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً } أي لو كان الذي دُعيتم إليه عرضاً قريباً . وفيه وجهان :

أحدهما : يعني بالعرض ما يعرض من الأمور السهلة .

والثاني : يعني الغنيمة .

{ وَسَفَراً قَاصِداً } أي سهلاً مقتصداً .

{ لاتّبعُوكَ } يعني في الخروج معك .

{ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ } والشقة هي القطعة من الأرض التي يشق ركوبها على صاحبها لبعدها .

{ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : لو استطعنا فراق أوطاننا وترك ثمارنا .

والثاني : لو استطعنا مالاً نستمده ونفقةً نخرج بها لخرجنا معكم في السفر الذي دعوا إليه فتأخروا عنه وهو غزوة تبوك .

ثم جاءوا بعد ذلك يحلفون بما أخبر الله عنهم من أنهم لو استطاعوا لخرجوا تصديقاً لقوله تعالى وتصحيحاً لرسالة نبيه صلى الله عليه وسلم .

{ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : يهلكون أنفسهم باليمين الكاذبة .

والثاني : يهلكون أنفسهم بالتأخر عن الإجابة .