المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

6- إن الإنسان لنعم ربه التي لا تحصى لشديد الكفران والجحود .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

{ إن الإنسان لربه لكنود } قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : { لكنود } لكفور جحود لنعم الله تعالى . قال الكلبي : هو بلسان مضر وربيعة : الكفور ، وبلسان كندة وحضرموت : العاصي . وقال الحسن : هو الذي يعد المصائب ، وينسى النعم . وقال عطاء : هو الذي لا يعطي في النائبة مع قومه . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير ، والأرض الكنود : التي لا تنبت شيئاً . وقال الفضيل ابن عياض : الكنود الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان ، والشكور : الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

والمقسم عليه قوله : { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } أي : لمنوع للخير الذي عليه لربه{[1469]} .

فطبيعة [ الإنسان ] وجبلته ، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق ، فتؤديها كاملة موفرة ، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية ، إلا من هداه الله ، وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق .


[1469]:- في ب: لله عليه.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

وقوله - سبحانه - : { إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } جواب القسم . والكنود : الجحود ، يقال : فلان كند النعمة - من باب دخل - ، إذا جحدها ولم يشكر الله عليها . وكند الحبل : أي قطعة ، وأصل الكنود : الأرض التى لا تنبت شيئا ، فشبه بها الإِنسان الذى يمنع الحق والخير ، ويجحد ما عليه من حقوق وواجبات .

أى : إن فى طبع الإِنسان - إلا من عصمه الله تعالى - الكنود لربه والكفران لنعمته ، والنسيان لمننه وإحسانه ، والغفلة عن المواظبة على شكره - تعالى - ، والتضرع إليه - سبحانه - عند الشدائد والضراء . . والتشاغل عن ذلك عند العافية والرخاء .

فالمراد بالإِنسان هنا : جنسه ، إذ إن هذه الصفة غالبة على طبع الإِنسان بنسب متفاوتة ، ولا يسلم منها إلا من عصمه الله - تعالى - .

وقيل : المراد بالإِنسان هنا : الكافر ، وأن المقصود به ، الوليد بن المغيرة .

والأولى أن يكون المراد به الجنس ، ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

( إن الإنسان لربه لكنود . وإنه على ذلك لشهيد . وإنه لحب الخير لشديد ) . .

إن الإنسان ليجحد نعمة ربه ، وينكر جزيل فضله . ويتمثل كنوده وجحوده في مظاهر شتى تبدو منه أفعالا وأقوالا ،

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

{ إن الإنسان لربه لكنود } لكفور ، من كند النعمة كنودا ، أو العاص بلغة كندة ، أو لبخيل بلغة بني مالك ، وهو جواب القسم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

والقسم واقع على قوله : { إن الإنسان لربه لكنود } ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أتدرون ما الكنود ؟ » قالوا : لا يا رسول الله ، قال : «هو الكفور الذي يأكل وحده ، ويمنع رفده ، ويضرب عبده . {[11953]} » وقد يكون من المؤمنين الكفور بالنعمة ، فتقدير الآية : إن الإنسان لنعمة ربه لكنود ، وأرض كنود لا تنبت شيئاً ، وقال الحسن بن أبي الحسن : الكنود : اللائم لربه ، الذي يعد السيئات وينسى الحسنات ، والكنود : العاصي بلغة كندة ، ويقال للخيل : كنود ، وقال أبو زبيد : [ الخفيف ]

إن تفتني فلم أطب بك نفساً . . . غير أني أمنى بدهر كنود{[11954]}

وقال الفضيل : الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة ، ويعامل الله على عقد عوض .


[11953]:رواه أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه الطبري وفي سنده جعفر بن الزبير وهو متروك الحديث، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره، وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد": رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما جعفر بن الزبير وهو ضعيف وفي الآخر من لا أعرفه، وقال السيوطي في الدر المنثور: "أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة، ورواه الطبري من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانىء، عن أبي أمامة موقوفا عليه".
[11954]:هذا البيت من قصيدة قالها أبو زبيد الطائي مكثرا فيها من الحكمة والتأمل في أحداث الحياة والموت، وهي في جمهرة أشعار العرب، والرواية فيها: (بدهر كيود) بالياء، من الكيد، وعلى هذا فلا شاهد فيه، وتفتني: تسبقني وتذهب عني، ولم أطب عنك نفسا: لم أرض بذلك، وأمنى: أرمى وأصاب، والدهر الكنود: الدهر البخيل الذي لا يعطي الإنسان ما يريد، ولا يحقق له أمانيه. وهذا هو موضع الاستشهاد.