المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

امتن الله في هذه السورة على رسوله صلى الله عليه وسلم بإعطائه الخير الكثير ، والنعم العظيمة في الدنيا والآخرة ، وطلب منه أن يديم الصلاة خالصة لوجهه ، وأن يتقرب إلى الله بالأضحية شكرا على ما أولاه من الكرامة ، ثم ختمت السورة ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم بقطع مبغضه وشانئه .

1- إنا أوليناك الخير الكثير الدائم في الدنيا والآخرة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الكوثر

مكية ، وآياتها ثلاث .

{ إنا أعطيناك الكوثر } أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنبأنا عبد الغافر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا على بن مسهر عن المختار -يعني ابن فلفل- عن أنس قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءةً ثم رفع رأسه مبتسماً ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : " أنزلت علي آنفاً سورة " ، فقرأ : { بسم الله الرحمن الرحيم } { إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر } ثم قال : " أتدرون ما الكوثر " ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي فيه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه مني ، فيقول : ما تدري ما أحدث بعدك " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عمرو بن محمد ، حدثنا هاشم ، حدثنا أبو بشر وعطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : { الكوثر } الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر : قلت لسعيد بن جبير : إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة ؟ فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه . قال الحسن : هو القرآن العظيم . قال عكرمة : النبوة والكتاب . وقال أهل اللغة : الكوثر : فوعل من الكثرة ، كنوفل : فوعل من النفل ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير في القدر والخطر : كوثراً . والمعروف : أنه نهر في الجنة ، أعطاه الله رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أنبأنا أبو الحسن على بن عبد الله الطيسفوني ، أنبأنا عبد الله بن عمر الجوهري ، حدثنا أحمد بن علي الكشمهيني ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، حدثنا حميد عن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري ، بياضه بياض اللبن ، وأحلى من العسل ، وحافتاه خيام اللؤلؤ ، فضربت بيدي فإذا الثرى مسك أذفر ، فقلت لجبريل : ما هذا ؟ قال : الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل " .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الصلت ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أنبأنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه الذهب ، مجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وأشد بياضاً من الثلج " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من يشرب منها لم يظمأ أبدا " .

أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنبأنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أنبأنا محمد بن زكريا العذافري ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان ابن أبي طلحة ، عن ثوبان قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا عند عقر حوضي أذود الناس عنه لأهل اليمن ، أي : أضربهم بعصاي حتى يرفضوا عنه ، وإنه ليغت فيه ميزابان من الجنة ، أحدهما من ورق ، والآخر من ذهب ، طوله ما بين بصرى وصنعاء ، أو ما بين أيلة ومكة ، أو من مقامي هذا إلى عمان " .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الكوثر ، وهي مكية .

{ 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }

يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } أي : الخير الكثير ، والفضل الغزير ، الذي من جملته ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، من النهر الذي يقال له : { الكوثر } ، ومن الحوض{[1485]} طوله شهر ، وعرضه شهر ، ماؤه أشد بياضًا من اللبن ، وأحلى من العسل ، آنيته كنجوم{[1486]}  السماء في كثرتها واستنارتها ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا .


[1485]:- كذا في ب، وفي أ: ومن الحوض الذي يقال له: الكوثر.
[1486]:- في ب: عدد نجوم السماء.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الكوثر

مقدمة وتمهيد

سورة " الكوثر " وتسمى –أيضاً- سورة " النحر " ، تعتبر أقصر سورة في القرآن الكريم ، وهي من السور المكية عند الجمهور ، وقيل : مدنية .

قال بعض العلماء : والأظهر أن هذه السورة مدنية ، وعلى هذا سنسير في تفسير آياتها ، وعلى القول بأنها مكية عددها الخامسة عشرة ، في عداد نزول السور ، نزلت بعد سورة " العاديات " ، وقيل : سورة " التكاثر " ، وعلى القول بأنها مدنية ، فقد قيل : إنها نزلت في الحديبية . وعدد آياتها ثلاث آيات بالاتفاق( {[1]} ) .

الكوثر : فَوْعل من الكثرة ، مثل النَّوْفل من النفل ، ومعناه : الشيء البالغ فى الكثرة حد الإِفراط ، والعرب تسمى كل شيء كثر عدده ، وعظم شأنه : كوثرا ، وقد قيل لأعرابية بعد رجوع ابنها من سفر : بم آب ابنك ؟ قالت : آب بكوثر . أي : بشيء كثير .

قال الإِمام القرطبى ما ملخصه : واختلف أهل التأويل فى الكوثر الذى أعطيه النبى صلى الله عليه وسلم على ستة عشر قولاً : الأول : أنه نهر فى الجنة ، رواه البخارى عن أنس ، ورواه الترمذى - أيضاً - عن ابن عمر . . الثانى : أنه حوض للنبى صلى الله عليه وسلم في الموقف . . الثالث : أنه النبوة والكتاب . . الرابع : أنه القرآن . . الخامس : الإِسلام .

ثم قال - رحمه الله - قلت : أصح هذه الأقوال الأول والثاني ؛ لأنه ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم نص فى الكوثر . . وجميع ما قيل بعد ذلك فى تفسيره قد أعطيه صلى الله عليه وسلم زيادة على حوضه . . .

وافتتح - سبحانه - الكلام بحرف التأكيد ، للاهتمام بالخبر ، وللإِشعار بأن المعطى شيء عظيم . . أى : إنا أعطيناك بفضلنا وإحساننا - أيها الرسول الكريم - الكوثر ، أي : الخير الكثير الذي من جملته هذا النهر العظيم ، والحوض المطهر . . فأبشر بذلك أنت وأمتك ، ولا تلتفت إلى ما يقوله أعداؤك فى شأنك .


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ * إِنّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ } .

يقول تعالى ذكره : { إنّا أعْطَيْناكَ يا محمد الْكَوْثَرَ } .

واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر ، فقال بعضهم : هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر : أنه قال : الكوثر : نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب وفضة ، يجري على الدرّ والياقوت ، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن محارب بن دثار الباهليّ ، عن ابن عمر ، في قوله : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : نهر في الجنة ، حافتاه الذهب ، ومجراه على الدرّ والياقوت ، وماؤه أشدّ بياضا من الثلج ، وأشدّ حلاوة من العسل ، وتربته أطيب من ريح المسك .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا عمر بن عبيد ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : الكوثر : نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب وفضة ، يجري على الياقوت والدرّ ، ماؤه أبيض من الثلج ، وأحلى من العسل .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، عن شقيق أو مسروق ، قال : قلت لعائشة : يا أمّ المؤمنين ، وما بُطْنان الجنة ؟ قالت : وسط الجنة : حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت ، ترابه المسك ، وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت .

حدثنا أحمد بن أبي سَريج الرازيّ ، قال : حدثنا أبو النضر وشبابة ، قالا : حدثنا أبو جعفر الرازيّ ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن رجل ، عن عائشة قالت : الكوثر : نهر في الجنة ، ليس أحد يدخل أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن أبي جعفر ، وحدثنا ابن أبي سُرَيج ، قال : حدثنا أبو نَعِيم ، قال : أخبرنا أبو جعفر الرازيّ ، عن ابن أبي نجيح ، عن أنس ، قال : الكوثر : نهر في الجنة .

قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة قالت : الكوثر نهر في الجنة ، درّ مجوّف .

حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة : الكوثر : نهر في الجنة ، عليه من الآنية عدد نجوم السماء .

قال : ثنا وكيع ، عن أبي جعفر الرازيّ ، عن ابن أبي نجيح ، عن عائشة قالت : من أحبّ أن يسمع خرير الكوثر ، فليجعل أصبعيه في أُذنيه .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة ، قالت : نهر في الجنة ، شاطئاه الدرّ المجوّف .

قال : ثنا مهران ، عن أبي معاذ عيسى بن يزيد ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة قالت : الكوثر : نهر في بُطْنان الجنة : وسط الجنة ، فيه نهر شاطئاه درّ مجوّف ، فيه من الآنية لأهل الجنة ، مثلُ عدد نجوم السماء .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : نهر أعطاه الله محمدا صلى الله عليه وسلم في الجنة .

حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : حدثنا مسعدة ، عن عبد الوهاب ، عن مجاهد ، قال : الكَوْثَر : نهر في الجنة ، ترابه مسك أذفر ، وماؤه الخمر .

حدثنا ابن أبي سريج ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قوله : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : نهر في الجنة .

حدثنا الربيع ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن شريك بن أبي نمر ، قال : سمعت أنس بن مالك يحدّثنا ، قال : لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، مضى به جبريل في السماء الدنيا ، فإذا هو بنهر ، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فذهب يشُمّ ترابه ، فإذا هو مسك ، فقال : «يا جبريل ، ما هذا النهر ؟ » قال : هو الكوثر الذي خبأ لك ربّك .

وقال آخرون : عُنِي بالكوثر : الخير الكثير . ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب ، قال : ثني هُشَيم ، قال : أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر : فقلت لسعيد بن جُبير : فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ، قال : فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عطاء بن السائب ، قال : قال محارب بن دثار : ما قال سعيد بن جُبير في الكوثر ؟ قال : قلت : قال : قال ابن عباس : هو الخير الكثير ، فقال : صدق والله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : الكوثر : الخير الكثير .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جُبير ، عن الكوثر ، فقال : هو الخير الكثير الذي آتاه الله ، فقلت لسعيد : إنا كنا نسمع أنه نهر في الجنة ، فقال : هو الخير الذي أعطاه الله إياه .

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني عبد الصمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبير : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : الخير الكثير .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن عُمارة بن أبي حفصة ، عن عكرِمة ، قال : هو النبوّة ، والخير الذي أعطاه الله إياه .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عمارة ، عن عكرِمة في قول الله : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : الخير الكثير ، والقرآن والحكمة .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، قال : حدثنا عُمارة بن أبي حفصة ، عن عكرِمة أنه قال : الكوثر : الخير الكثير .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : الخير الكثير .

قال : ثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن هلال ، قال : سألت سعيد بن جُبير { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : أكثر الله له من الخير ، قلت : نهر في الجنة ؟ قال : نهر وغيره .

حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى بن ميمون ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الكوثر : الخير الكثير .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الكوثر : الخير الكثير .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن مجاهد : الكوثر : قال : الخير كله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : خير الدنيا والآخرة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة في الكوثر ، قال : هو الخير الكثير .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، قال : الكوثر : الخير الكثير .

قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، سمع عكرِمة يقول في الكوثر : قال : ما أُعطي النبيّ صلى الله عليه وسلم من الخير والنبوّة والقرآن .

حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازيّ ، قال : حدثنا أبو داود ، عن بدر ، عن عكرِمة ، قوله : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : الخير الذي أعطاه الله : النبوّة والإسلام .

وقال آخرون : هو حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن مطر ، عن عطاء { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : حوض في الجنة أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا مطر ، قال : سألت عطاء ونحن نطوف بالبيت عن قوله : { إنّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال : حوض أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي ، قول من قال : هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وصفه الله بالكثرة ، لعظَم قدره .

وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك ، لتتابع الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك . ذكر الأخبار الواردة بذلك :

حدثنا أحمد بن المِقدام العجليّ ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي يحدّث عن قتادة ، عن أنس قال : لما عُرج بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم في الجنة- أو كما قال- عَرَض له نهر حافَتاه الياقوت المجوّف- أو قال : المجوّب- فضرب المَلك الذي معه بيده فيه ، فاستخرج مسكا ، فقال محمد للملك الذي معه : «ما هَذَا ؟ » قال : هذا الكوثر الذي أعطاك الله . قال : ورُفِعت له سِدْرة المنتَهَى ، فأبصر عندها أثرا عظيما ، أو كما قال .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «بَيْنَما أنا أسِيرُ فِي الجَنّةِ ، إذْ عَرَضَ لي نَهْرٌ ، حافَتاهُ قِبابُ اللّؤْلُؤِ المُجَوّفِ ، فقالَ المَلكُ الّذِي مَعَهُ : أتَدْرِي ما هَذَا ؟ هَذَا الْكَوْثَرُ الّذِي أعْطاكَ اللّهُ إيّاهُ ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ إلى أرْضِهِ ، فأخْرَجَ مِنْ طِينِهِ المِسْكَ » .

حدثني ابن عوف ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَمّا عُرِجَ بِي إلى السّماءِ ، أتَيْتُ عَلى نَهْرٍ حافَتاهُ قِبابُ اللّؤْلُؤِ المُجَوّفِ ، قُلت : ما هَذَا يا جِبْرِيلُ ؟ قال : هَذَا الْكَوْثَرُ الّذِي أعْطاكَ رَبّكَ ، فأَهْوَى المَلَكُ بيَدِهِ ، فاسْتَخْرَجَ طِينَهُ مِسْكا أذْفَرَ » .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عديّ ، عن حميد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دَخَلْتُ الجَنّة ، فَإذَا أنا بِنَهْرٍ حافَتاهُ خِيامُ اللّؤْلُؤِ ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إلى ما يَجْرِي فِيهِ ، فإذَا مِسْكٌ أذْفَرُ . قال : قُلْتُ : ما هَذَا يا جِبْرِيلُ ؟ قال : هَذَا الْكَوْثَرُ الّذِي أعْطاكَهُ اللّهُ » .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحو حديث يزيد ، عن سعيد .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : حدثنا أبو أيوب العباس ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس ، قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر ، فقال : «هُوَ نَهْرٌ أعْطانِيهِ اللّهُ فِي الجَنّةِ ، تُرَابُهُ مِسْكٌ أبْيَضُ مِنَ اللّبَنِ ، وأحْلَى مِنَ العَسَلِ ، تَرِدُهُ طَيرٌ أعْناقُها مِثْلُ أعْناقِ الجُزُرِ » ، قال أبو بكر : يا رسولَ الله ، إنها لناعمة ؟ قال : «آكِلُها أنْعَمُ مِنْها » .

حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن أبي وقاص الليثي ، عن كثير ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دَخَلْتُ الجَنّةَ حِينَ عُرِجَ بي ، فأُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ ، فإذَا هُوَ نَهْرٌ فِي الجَنّةِ ، عُضَادَتاهُ بُيُوتٌ مُجَوّفَةٌ مِنْ لُؤْلَؤٍ » .

حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا أبي وشعيب بن الليث ، عن الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس : أن رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما الكوثر ؟ قال : «نَهْرٌ أعْطانِيهِ اللّهُ فِي الجَنّةِ ، لَهُوَ أشَدّ بَياضا مِنَ اللّبنِ ، وأحْلَى مِنَ العَسَلِ ، فِيهِ طُيُورٌ أعْناقُها كأعْناقِ الجُزُرِ » . قال عمر : يا رسول الله إنها لناعمة ، قال : «آكِلُها أنْعَمُ مِنْها » .

حدثنا يونس ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله ، قال : ثني الليث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الوهاب عن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس ، أن رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .

حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن الزهري أن أخاه عبد الله ، أخبره أن أنس بن مالك صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبره : أن رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما الكوثر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هُوَ نَهْرٌ أعْطانِيْهِ اللّهُ فِي الجَنّةِ ، ماؤُهُ أبْيَضُ مِنَ اللّبنِ ، وأحْلَى مِنَ العَسَلِ ، فِيهِ طُيُورٌ أعْناقُها كأعْناقِ الجُزُرِ » ، فقال عمر : إنها لناعمة يا رسول الله ، فقال : «آكِلُها أنْعَمُ مِنْها » .

فقال : عمر بن عثمان : قال ابن أبي أُوَيس : وحدثني أبي ، عن ابن أخي الزهريّ ، عن أبيه ، عن أنس ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الكوثر ، مثله .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا عطاء ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الجَنّةِ ، حافَتاهُ مِنْ ذَهَبٍ ، ومَجْرَاهُ عَلى الْياقُوتِ والدّرّ ، تُرْبَتُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ ، ماؤُهُ أحْلَى مِنَ العَسَلِ ، وأشَدّ بَياضا مِنَ الثّلْجِ » .

حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، قال : قال لي محارب بن دِثار : ما قال سعيد بن جُبير في الكوثر ؟ قلت : حَدّثنا عن ابن عباس ، أنه قال : هو الخير الكثير ، فقال : صدق والله ، إنه للْخير الكثير ، ولكن حَدّثنا ابن عمر ، قال : لما نزلت : { إنّا أعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الجَنّةِ ، حافَتاهُ منْ ذَهَبٍ ، يَجْرِي عَلى الدّرّ والْياقُوت » .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «الكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الجَنّة » ، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «رأيْتُ نَهْرا حَافتاهُ اللّؤْلُؤُ ، فَقُلْتُ : يا جِبْرِيلُ ما هَذَا ؟ قال : هَذا الْكَوْثَرُ الّذِي أعْطاكَهُ اللّهُ » .

حدثنا ابن البرقي ، قال : حدثنا ابن أبي مَريم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، قال : أخبرنا حزام بن عثمان ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أُسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوما ، فلم يجده ، فسأل امرأته عنه ، وكانت من بني النجّار ، فقالت : خرج ، بأبي أنت آنفا عامدا نحوك ، فأظنه أخطأك في بعض أزقة بني النجّار ، أوَلاَ تدخل يا رسول الله ؟ فدخل ، فقدّمت إليه حَيْسا ، فأكل منه ، فقالت : يا رسول الله ، هنيئا لك ومريئا ، لقد جئت وإني لأريد أن آتيَك فأهنيَك وأَمْرِيَك . أخبرني أبو عمارة أنك أُعطيت نهرا في الجنة يُدعى الكوثر ، فقال : «أجَلْ ، وَعَرْضُهُ -يعني أرضه- ياقُوتٌ وَمَرْجانٌ وَزَبَرْجَدٌ وَلُؤْلُؤٌ » .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الكوثر مكية ، وآيها ثلاث آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك } وقرئ ( أنطيناك الكوثر ) ، الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه " نهر في الجنة وعدنيه ربي ، فيه خير كثير ، أحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وألين من الزبد . حافتاه الزبرجد ، وأوانيه من فضة . لا يظمأ من شرب منه " . وقيل : حوض فيها . وقيل : أولاده وأتباعه ، أو علماء أمته ، والقرآن العظيم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية{[1]} .

قرأ الحسن : «إنا أنطيناك » ، وهي لغة في أعطى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «واليد المنطية خير من السفلى{[12004]} » ، وقال الأعشى : [ المتقارب ]

جيادك خير جياد الملوك . . . تصان الجلال وتنطى الشعيرا{[12005]}

قال أنس وابن عمر وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين : { الكوثر } : نهر في الجنة ، حافتاه قباب من در مجوف ، وطينه مسك ، وحصباؤه ياقوت ، ونحو هذا من صفاته ، وإن اختلفت ألفاظ الرواة ، وقال ابن عباس أيضاً : { الكوثر } : الخير الكثير .

قال القاضي أبو محمد : كوثر : بناء مبالغة من الكثرة ، ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة ، والحكمة ، والعلم بربه ، والفوز برضوانه ، والشرف على عباده ، هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول في هذه الآية : { إنا أعطيناك } الحظ الأعظم . قال سعيد بن جبير : النهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله إياه ، فنعم ما ذهب إليه ابن عباس ، ونعم ما تمم ابن جبير رضي الله عنهم . وأمر النهر ثابت في الآثار في حديث الإسراء وغيره ، صلى الله عليه وسلم على محمد ، ونفعنا بما منحنا من الهداية . قال الحسن : { الكوثر } ، القرآن . وقال أبو بكر بن عياش : هو كثرة الأصحاب والأتباع . وقال جعفر الصادق : نور في قلبه ، ودله عليه ، وقطعه عما سواه . وقال أيضاً : هو الشفاعة . وقال هلال بن يساف{[12006]} : هو التوحيد .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[12004]:أخرجه الإمام أحمد، عن عروة بن محمد بن عطية، عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اليد المعطية خير من اليد السفلى)، هكذا بالعين في (المعطية) أما بالنون فقد قال القرطبي: "روته أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لغة في العطاء، أنطيته: أعطيته"، على أنه قد ورد التعبير "أنطى" بدلا من "أعطى" في بعض أحاديث أخرى، منها ما أخرجه أبو داود والدارمي في الصلاة، وأحمد في مسنده (5/133)، ولفظه: عن أبي بن كعب قال: كان رجل بالمدينة، لا أعلم رجلا كان أبعد منه منزلا – أو قال: دارا- من المسجد منه، فقيل له: لو اشتريت حمارا فركبته في الرمضاء والظلمات، فقال: ما يسرني أن داري- أو قال: منزلي- إلى جنب المسجد، فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما أردت بقولك: ما يسرني أن منزلي –أو قال: داري- إلى جنب المسجد؟ قال: أردت أن يكتب إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، قال: أعطاك الله تعالى ذلك كله، أو: أنطاك الله ما احتسبت أجمع، أو: أنطاك الله تعالى ذلك كله لما احتسبت أجمع.
[12005]:هذا بيت من قصيدة قالها الأعشى يمدح هوذة بن علي الحنفي، والرواية في الديوان: (جيادك في الصيف في نعمة) وذلك أن الصيف وقت الجفاف وقلة الخير، والجلال: جمع جل، وهو ما تلبسه الدابة لتصان به، يقول: إن خيلك هي خير الخيول وأفضلها لأنها تصان بالجلال وتأكل الشعير في الوقت الذي لا يجد فيه غيرها شيئا من ذلك، على أن الرواية بالنون لم ترد في الديوان ولا في غيره مع أنها لغة معروفة ،والشواهد عليها في اللغة كثيرة، وفي الحديث (وإن مال الله مسئول ومنطى) أي معطى، وروى الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أنطه كذا وكذا، أي أعطه، وأنشد ثعلب: من المنطيات الموكب المعج بعدما يرى في فروع المقلتين نضوب راجع اللسان والتاج والصحاح وغيرها من كتب اللغة.
[12006]:هو هلال بن يساف –بكسر الياء، ثم سين بدون فقط، ثم فاء- ويقال: ابن إساف- بالهمزة، الأشجعي، مولاهم الكوفي، ثقة. (تقريب التهذيب).