تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ} (40)

{ حتى إذا جاء أمرنا } ، يعنى قولنا في نزول العذاب بهم ، { وفار التنور } ، فار الماء من التنور الذي يخبز فيه ، وكان بأقصى دار نوح بالشام بعين وردة ، { قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين } ، يعنى صنفين اثنين ذكرا وأنثى ، فهو زوجان ، ولولا أنه قال : اثنين ، لكان الزوجان أربعة ، { و } احمل { وأهلك } واسمها والغة ، واسم امرأة لوط والهة ، في السفينة ، { إلا من سبق عليه القول } ، يعنى العذاب في اللوح المحفوظ من أهلك ، يعنى كنعان بن نوح ، فلا تحملهم معك ، فاستثنى من أهله ابنه وامرأته ، { ومن ءامن } ، يعني ومن صدق بتوحيد الله ، فاحمله في السفينة ، يقول الله تعالى : { وما ءامن معه } مع نوح ، { إلا قليل } [ آية :40 ] يقال : بأنهم أربعون رجلا وأربعون امرأة عددهم ثمانون نفسا ، واسم القرية اليوم قرية الثمانين ، وهي بالجزيرة قريبة من الموصل ، وهي بافردى .