قوله تعالى : { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ } : قرأ العامة بإضافة " كل " لزوجين . وقرأ حفص بتنوين " كل " . فأمَّا العامَّة فقيل : إن مفعول " احمل " " اثنين " و { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنٍ } في محل نصب على الحال من المفعول لأنه كان صفةً للنكرة فلما قُدِّم عليها نُصب حالاً . وقيل : بل " مِنْ " زائدة ، و " كل " مفعول به ، و " اثنين " نعت لزوجين على التأكيد ، وهذا إنما يتمُّ على قول مَنْ يرى زيادةَ " مِنْ " مطلقاً ، أو في كلامٍ موجب . وقيل : قوله : " زوجين " بمعنى العموم أي : من كل ما لَه ازدواجٌ ، هذا معنى قوله : { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنٍ } وهو قول الفارسي وغيره . قال ابن عطية : " ولو كان المعنى : احمل فيها من كل زوجين حاصلين اثنين لوجب أن يَحْمل من كلِّ نوعٍ أربعةً ، والزوج في مشهور كلامهم للواحد مما له ازدواجٌ " .
وأمَّا قراءة حفص فمعناها من كل حيوان ، و " زوجين " مفعول به ، و " اثنين " نعتُ على التأكيد ، و " مِنْ كلٍ " على هذه القراءة يجوز أن يتعلق ب " احمل " وهو الظاهر ، وأن يتعلق بمحذوف على أنها حال من " زوجين " وهذا الخلافُ والتخريجُ جاريان أيضاً في سورة { قَدْ أَفْلَحَ }
قوله : { وَأَهْلَكَ } نسق على " اثنين " في قراءة مَنْ أضاف " كل " لزوجين ، وعلى " زوجين " في قراءة مَنْ نوَّن " كلاً " وقولُه : { إِلاَّ مَن سَبَقَ } استثناءٌ متصل في موجَب ، فهو واجبُ النصب على المشهور .
وقوله : { وَمَنْ آمَنَ } مفعول به نسقاً على مفعول " احمِلْ " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.