ثم قال عز وجل : { الحج أشهر معلومات } ، يقول : من أحرم بالحج ، فليحرم في شوال ، أو في ذي القعدة ، أو في عشر ذي الحجة ، فمن أحرم في سوى هذه الأشهر ، فقد أخطأ السنة ، وليجعلها عمرة ، ثم قال : { فمن فرض } ، يقول : فمن أحرم { فيهن الحج } ، أي الحج ، { فلا رفث } ، يعني فلا جماع ، كقوله سبحانه : { أحل لكم ليلة الصيام الرفث } ، يعني الجماع { إلى نسائكم } ( البقرة : 187 ) ، { ولا فسوق } ، يعني ولا سباب ، { ولا جدال في الحج } ، يعني ولا مراء ، كقوله سبحانه : { ما يجادل في آيات الله } ( غافر : 4 ) يعني ما يمارى حتى يغضب وهو محرم ، أو يغضب صاحبه وهو محرم ، فمن فعل ذلك فليطعم مسكينا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في حجة الوداع ، فقال : "من لم يكن معه هدى فليحل من إحرامه ، وليجعلها عمرة" ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا أهللنا بالحج ، فذلك جدالهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال عز وجل : { وما تفعلوا من خير } ، يعني ما نهى من ترك الرفث والفسوق والجدال ، { يعلمه الله } ، فيجزيكم به ، ثم قال عز وجل : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } ، وذلك أن ناسا من أهل اليمن وغيرهم كانوا يحجون بغير زاد ، وكانوا يصيبون من أهل الطريق ظلما ، فأنزل الله عز وجل : { وتزودوا } من الطعام ما تكفون به وجوهكم عن الناس وطلبهم ، وخير الزاد التقوى ، يقول الله تبارك اسمه : التقوى خير زاد من غيره ، ولا تظلمون من تمرون عليه ، { واتقون } ولا تعصون { يا أولي الألباب } ، يعني يا أهل اللب والعقل ، فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : "تزودوا ما تكفون به وجوهكم عن الناس ، وخير ما تزودتم التقوى" .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.