تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (191)

ثم قال سبحانه : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } ، يعني أين أدركتموهم في الحل والحرم ، { وأخرجوهم } من مكة { من حيث أخرجوكم } ، يعني من مكة ، { والفتنة أشد من القتل } ، يعني الشرك أعظم عند الله عز وجل جرما من القتل ، نظيرها : { ألا في الفتنة سقطوا } ( التوبة : 49 ) يعني في الكفر وقعوا ، فلما نزلت : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } ، أنزل الله عز وجل بعد : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام } ، يعني أرض الحرم كله ، فنسخت هذه الآية ، ثم رخص لهم ، { حتى يقاتلوكم فيه } ، يعني حتى يبدءوا بقتالكم في الحرم ، { فإن قاتلوكم } فيه ، { فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين } إن بدأوا بالقتال في الحرم أن يقاتلوا فيه .