تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ} (200)

{ فإذا قضيتم مناسككم } بعد أيام التشريق ، { فاذكروا الله كذكركم آباءكم } ، وذلك أنهم كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى وبين الجبل يذكر كل واحد منهم أباه ومحاسنه ، ويذكر صنائعه في الجاهلية وأنه كان من أمره كذا وكذا ، ويدعو له بالخير ، فقال الله عز وجل : { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله } ، كذكر الأبناء الآباء ، فإني فعلت ذلك الخير إلى آبائكم الذين تثنون عليهم ، ثم قال سبحانه : { أو أشد } ، يعني أكثر { ذكرا } لله منكم لآبائكم ، وكانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا : اللهم أكثر أموالنا ، وأبناءنا ، ومواشينا ، وأطل بقاءنا ، وأنزل علينا الغيث ، وأنبت لنا المرعى ، وأصحبنا في سفرنا ، وأعطنا الظفر على عدونا ، ولا يسألون ربهم عن أمر آخرتهم شيئا ، فأنزل الله تعالى فيهم : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا } ، يعني أعطنا { في الدنيا } ، يعني هذا الذي ذكر ، فقال سبحانه : { وما له في الآخرة من خلاق } ، يعني من نصيب ، نظيرها في براءة : { فاستمتعوا بخلاقهم } ، ( التوبة : 69 ) يعني بنصيبهم ، فهؤلاء مشركو العرب .