تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} (56)

{ إنك لا تهدى من أحببت } : وذلك أن أبا طالب بن عبد المطلب قال : يا معشر بني هاشم ، أطيعوا محمدا صلى الله عليه وسلم وصدقوه تفلحوا وترشدوا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا عم ، تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك ؟ " . قال : فما تريد يا ابن أخي ؟ قال : " أريد منك كلمة واحدة ؛ فإنك في آخر يوم من الدنيا ؛ أن تقول : لا إله إلا الله ، أشهد لك بها عند الله عز وجل" . قال : يا ابن أخي ، قد عملت أنك صادق ؛ ولكنى أكره أن يقال : جزع عند الموت . ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة وسبة لقلتها ، ولأقررت بعينك عند الفراق ؛ لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك ؛ ولكن سوف أموت على ملة أشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف ؛ فأنزل الله عز وجل : { إنك } يا محمد { لا تهدي من أحببت } إلى الإسلام { ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } آية . يقول : وهو أعلم بمن قدر له الهدى .