تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (119)

ثم قال سبحانه : { ها أنتم } معشر المؤمنين { أولاء تحبونهم } تحبون هؤلاء اليهود في التقديم لما أظهروا من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، { ولا يحبونكم } ، لأنهم ليسوا على دينكم ، { وتؤمنون بالكتاب كله } ، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم والكتب كلها التي كانت قبله ، { وإذا لقوكم قالوا آمنا } يعني صدقنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، وهم كذبة ، يعني اليهود ، مثلها في المائدة : { وإذا جاؤوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر . . . } ( المائدة : 61 ) إلى آخر الآية ، ثم قال : { وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل } ، يعني أطراف الأصابع ، { من الغيظ } الذي في قلوبهم ، ودوا لو وجدوا ريحا يركبونكم بالعداوة ، { قل موتوا بغيظكم } ، يعني اليهود ، { إن الله عليم بذات الصدور } يعني يعلم ما في قلوبهم من العداوة والغش للمؤمنين .