تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ} (65)

{ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } ، يعني الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط ، فلا يبقى منكم أحد ، { أو من تحت أرجلكم } ، يعني الخسف كما فعل بقارون ومن معه ، ثم قال : { أو يلبسكم شيعا } ، يعني فرقا أحزابا أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية ، { ويذيق بعضكم بأس بعض } ، يقول : يقتل بعضكم بعضا ، فلا يبقى منكم أحد إلا قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه ، وذلك بالليل ، وهو يقول : "لئن أرسل الله على أمتي عذابا من فوقهم ليهلكنهم ، أو من تحت أرجلهم ، فلا يبقى منهم أحد" ، فقام صلى الله عليه وسلم فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم ، فأعطاه الله اثنتين الحصب والخسف ، كشفهما عن أمته ، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل ، فقال : "أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ بمعافاتك من غضبك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك ، لا أبلغ مدحتك والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" .

قال : فجاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك اثنتين ومنعوا اثنتين ، { انظر } يا محمد { كيف نصرف الآيات } ، يعني العلامات في أمور شتى من ألوان العذاب ، { لعلهم } ، يقول : لكي ، { يفقهون } عن الله فيخافوه ويوحدوه .