الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ} (65)

قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } يعني الصيحة والحجارة والريح والطوفان كما فعل بعاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط وقوم نوح { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } يعني الخسف كما فعل بقارون .

وقال مجاهد : عذاباً من فوقكم السلاطين ، الذين من تحت أرجلكم العبيد السوء .

الضحّاك : عذاباً من فوقكم من قبل كباركم أو من تحت أرجلكم من أسفل منكم { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } أو يخلقكم ويفرق ويبث فيكم الأهواء المختلفة { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } يعني السيوف المختلفة بقتل بعضكم بعضاً كما فعل ببني إسرائيل ، " فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " يا جبرئيل ما بقاء أمتي على ذلك ؟ فقال له جبرائيل : إنما أنا عبد مثلك " فسل ربك ؟ فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وتوضأ وصلى وسأل ربه فأعطى آيتين ومنع واحدة ، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " سألته أن يبعد على أمتي عذاباً من فوقهم ومن تحت أرجلهم فأعطاني ذلك ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ، وأخبرني جبرئيل ( عليه السلام ) أن فناء أمتي بالسيف " .

وقال الزهري : " راقب خباب بن الأرت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فلما فرغ ، قال : وقت الصباح لقد رأيتك تصلي صلاة ما رأيتك صليت مثلها ، قال : أجل إنها صلاة رغبة ورهبة سألت ربي فيها ثلاثاً وأعطاني إثنتين ، وزوى عني واحدة ، سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم فأعطاني ، وسألته أن لا يرسل عليهم سنة فتهلكهم فأعطاني ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فزواها عني " .

{ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ *