فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا} (2)

{ فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلك يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا ( 2 ) } .

فإذا اقتربن من بلوغ نهاية العدة فإما أن تراجعوهن بإعادتهن إلى عصمتكم وعشرتكم الحسنة البرة المرضية ، وإما أن تفارقوهن فراقا كريما ليس فيه ظلم ولا إضرار ؛ واستشهدوا شهيدين من رجالكم إذا راجعتم أو طلقتم فإنه أنفى للريبة والتنازع [ وهذا أمر ندب كما في قوله تعالى : { وأشهدوا إذا تبايعتم }{[7143]} وقال الشافعي في القديم : أنه للوجوب في الرجعة ؛ وزعم الطبرسي أن الظاهر إنه أمر بالإشهاد على الطلاق وأنه مروي عن أئمة أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – وأنه للوجوب وشرط في صحة الطلاق ]{[7144]} .

وأدوا يا من استشهدتم شهادتكم بالحق خالصة لوجه الله الحق ؛ وتلك الأحكام التي شرعت لكم- وتضمنتها الآيتان الكريمتان- يذكر بها ويستجيب لها من صدق يقينه بالله تعالى ولقائه وجزائه ؛ ومن يراقب ربه السميع البصير الولي الشكور يذهب غمه ويفرج همه ويقه الكروب والذنوب ، ويوفقه للطاعات وكل مرغوب .


[7143]:- سورة البقرة. من الآية 282.
[7144]:- ما بين العارضتين أورده الألوسي جـ 28 ص 134.