تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُۥ سَبۡعِينَ رَجُلٗا لِّمِيقَٰتِنَاۖ فَلَمَّآ أَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ قَالَ رَبِّ لَوۡ شِئۡتَ أَهۡلَكۡتَهُم مِّن قَبۡلُ وَإِيَّـٰيَۖ أَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآۖ إِنۡ هِيَ إِلَّا فِتۡنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهۡدِي مَن تَشَآءُۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡغَٰفِرِينَ} (155)

{ واختار موسى سبعين رجلا بميقاتنا } ، من اثنى عشر سبطا ، ستة ستة ، فصاروا اثنين وسبعين رجلا ، قال موسى : إنما أمرني ربي بسبعين رجلا ، فمن قعد عنى فلم يجيء فله الجنة ، فقعد يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا ، { لميقاتنا } ، يعني لميعادنا ، يعني الأربعين يوما ، فانطلق بهم ، فتركهم في أصل الجبل ، فلما نزل موسى إليهم ، قالوا : { أرنا الله جهرة } ، فأخذتهم الرجفة ، يعني الموت عقوبة لما قالوا ، وبقى موسى وحده يبكي ، { فلما أخذتهم الرجفة قال رب } ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقد أهلكت خيارهم ، رب { لو شئت أهلكتهم } ، يعني أمتهم ، { من قبل وإياي } معهم من قبل أن يصحبوني ، { أتهلكنا } عقوبة { بما فعل السفهاء منا } ، وظن موسى ، عليه السلام ، إنما عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل ، فهم السفهاء ، فقال موسى : { إن هي إلا فتنتك } ، يعني ما هي إلا بلاؤك ، { تضل بها } بالفتنة { من تشاء وتهدي } من الفتنة { من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين } ، قال : فلم يعبد العجل منهم إلا اثنا عشر ألفا .