التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ( 20 ) }

من كان يريد بعمله ثواب الآخرة فأدى حقوق الله وأنفق في الدعوة إلى الدين ، نزد له في عمله الحسن ، فنضاعف له ثواب الحسنة إلى عشر أمثالها إلى ما شاء الله من الزيادة ، ومن كان يريد بعمله الدنيا وحدها ، نؤته منها ما قسمناه له ، وليس له في الآخرة شيء من الثواب .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

قوله : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } الحرث معناه كسب المال . وجمعه أحراث{[4098]} وفي الأثر : احرُثْ لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .

والمعنى : من كان يبتغي بعمله وما رزقناه من الكسب ، الدار الآخرة فأطاع الله وأدى ما عليه من حقوق ، نزدْ له من الثواب أضعافا كثيرة فنجعل له بالواحد عشرا إلى سبعمائة ضعف .

قوله : { وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا } من كان يبتغي بما آتاه الله من المال وسعة الرزق ، رياسة الدنيا وزينتها ومتاعها ولا يسعى إلا من أجل هذه العاجلة { نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } أي لا يحرم منها بل يُعطى منها ما شاء الله أن يعطيه ، ولكنه لا حظ له في الآخرة .

قال قتادة في هذا الصدد : إن الله يُعطي على نية الآخرة ما شاء من أمر الدنيا ، ولا يُعطي على نية الدنيا إلا الدنيا .

وجملة القول في ذلك ، أن من ابتغى الدنيا وحدها أعطاهُ الله منها ما شاء ، دون الآخرة فهو محروم منها . ومن ابتغى الآخرة وحدها أعطاه الله حسن جزائها وأُعطيَ من الدنيا ما شاء اللهُ له أنْ يُعطى .


[4098]:مختار الصحاح ص 128.