{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ } الحرث في اللغة : الكسب ، يقال : هو يحرث لعياله ويحترث ، أي : يكتسب . ومنه سمي الرجل حارثاً ، وأصل معنى الحرث : إلقاء البذر في الأرض ، فأطلق على ثمرات الأعمال ، وفوائدها بطريق الاستعارة والمعنى : من كان يريد بأعماله ، وكسبه ثواب الآخرة يضاعف الله له ذلك الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . وقيل : معناه يزيد في توفيقه ، وإعانته ، وتسهيل سبل الخير له { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا } أي من كان يريد بأعماله ، وكسبه ثواب الدنيا ، وهو متاعها ، وما يرزق الله به عباده منها نعطه منها ما قضت به مشيئتنا ، وقسم له في قضائنا . قال قتادة : معنى { نُؤْتِهِ مِنْهَا } نقدّر له ما قسم له كما قال : { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء } [ الإسراء : 18 ] ، وقال قتادة أيضاً : إن الله يعطي على نية الآخرة ما شاء من أمر الدنيا ، ولا يعطي على نية الدنيا إلاّ الدنيا . قال القشيري : والظاهر أن الآية في الكافر ، وهو تخصيص بغير مخصص . ثم بيّن سبحانه أن هذا الذي يريد بعمله الدنيا لا نصيب له في الآخرة ، فقال : { وَمَا لَهُ في الآخرة مِن نَّصِيبٍ } ؛ لأنه لم يعمل للآخرة ، فلا نصيب له فيها ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة الإسراء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.