محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } أي يلطف بهم في تدبير إيصال ما يفتقرون من خير الدين والدنيا { يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ * مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } . قال الزمخشري : سمي ما يعمله العامل مما يبتغى به الفائدة والزكاء ، حرثا على المجاز - أي بتشبيهه بالزرع من حيث أنه فائدة تحصل بعمل الدنيا . ولذلك قيل ( الدنيا مزرعة الآخرة ) وفرق بين عملي العاملين بأن من عمل للآخرة ، وفّق في عمله وضوعفت حسناته . ومن كان عمله للدنيا أعطي شيئا منها ، لا ما يريده ويبتغيه ، وهو رزقه الذي قسم له وفرغ منه ، وما له نصيب قط في الآخرة . ولم يذكر في معنى عامل الآخرة وله في الدنيا نصيب على أن رزقه المقسوم له ، واصل إليه لا محالة -للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب . انتهى .

وهذه الآية كآية {[6450]} { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء } الخ .


[6450]:[17 / الإسراء / 18].