بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

قوله تعالى : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة } يعني : ثواب الآخرة بعمله . { نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ } يعني : ينال كليهما { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا } يعني : ثواب الدنيا بعمله .

{ نُؤْتِهِ مِنْهَا } يعني : نعطه منها . { وَمَا لَهُ في الآخرة مِن نَّصِيبٍ } لأنه عمل لغير الله تعالى . قال أبو الليث رحمه الله : حدّثنا الفقيه أبو جعفر ، قال : حدّثنا محمد بن عقيل قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال : حدّثنا الحجاج قال : حدّثنا شعبة ، عن عمر بن سليمان ، عن عبد الرحمن بن أبان ، عن أبيه ، عن زيد بن ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مَنْ كانَتْ نِيَّتُهُ الآخِرَةَ جَمَعَ الله شَمْلَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا ، فَرَّقَ الله عَلَيْهِ أمْرَهُ ، وَجَعلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إلاَّ مَا كَتَبَ الله لَهُ » . وقال القتبي : الحرث في اللغة العمل . يعني : من كان يريد بحرثه ، أي : بعمله { الآخرة } نضاعف له الحسنات . ومن أراد بعمله الدنيا أعطيناه ولا نصيب له في الآخرة .