إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة } الحرثُ في الأصل إلقاءُ البَذْرِ في الأرض يُطلقُ على الزرع الحاصلِ منه المتضمن لتشبيهِ الأعمالِ بالبذورِ ويستعملُ في ثمرات الأعمالِ ونتائجِها بطرق الاستعارةِ المبنيةِ على تشبيِهها بالغلال الحاصلةِ من البذورِ أي من كانَ يريدُ بأعماله ثوابَ الآخرةِ { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } نضاعفْ له ثوابَهُ بالواحد عشرةً إلى سبعمائةٍ فما فوقَها { وَمَن كَانَ يُرِيدُ } بأعماله { حَرْثَ الدنيا } وهو متاعُها وطيباتُها { نُؤْتِهِ مِنْهَا } أي شيئاً منها حسبما قسمنَا لهُ لا ما يريدُه ويبتغيه { وَمَا لَهُ فِي الآخرة مِن نصِيبٍ } إذْ كانتْ همتُه مقصورةً على الدُّنيا وقد مرَّ تفصيلُه في سورة الإسراء .