مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة } سمى ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة حرثاً مجازاً { نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ } بالتوفيق في عمله أو التضعيف في إحسانه أو بأن ينال به الدنيا والآخرة { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا } أي من كان عمله للدنيا ولم يؤمن بالآخرة { نُؤْتِهِ مِنْهَا } أي شيئاً منها لأن «من » للتبعيض وهو رزقه الذي قسم له لا ما يريده ويبتغيه { وَمَا لَهُ فِى الآخرة مِن نَّصِيبٍ } وماله نصيب قط في الآخرة وله في الدينا نصيب ، ولم يذكر في عامل الآخرة أن رزقه المقسوم يصل إليه للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب