غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسٖ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (30)

21

و { هنالك } أي في ذلك المقام وفي ذلك الموقف أو في ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان . { تبلوا كل نفس } تختبر وتذوق { ما أسلفت } من العمل . ومن قرأ بالنون فالمعنى نفعل بها فعل الخابر ، أو نصيب بالبلاء وهو العذاب كل نفس عاصية لأجل ما أسلفت من الشر . ومن قرأ { تتلو } بتائين فمعناه تتبع ما أسفلت لأن عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار ، أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر . { وردّوا إلى الله مولاهم الحق } الصادق ربوبيته { وضل عنهم } وضاع عنهم { ما كانوا } يدعون أنهم شركاء الله أو ما كانوا يختلفون من شفاعة الآلهة . والحاصل أنهم يرجعون عن الباطل ويعترفون بالحق حين لا ينفعهم ذلك .

/خ30