{ هنالك } أي في ذلك المكان الدهش أو في ذلك الموقف الدحض أوفي ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان ، { تبلو } أي تختبر وتذوق { كل نفس } مؤمنة كانت أو كافرة ، سعيدة أو شقية جزاء { ما أسلفت } من العمل وتعاينه بكنهه متتبعة لآثاره من نفع أو ضر ، وخير أو شر ، فمعنى تبلو تذوق وتختبر وقيل تعلم وقيل تتبع فهو من التلو ، وهذا على القراءة بالفوقية بإسناد الفعل على كل نفس .
وأما على القراءة بالنون فالمعنى أن الله يبتلي كل نفس ويختبرها وإنه يعاملها معاملة من يختبرها ويتفقد أحوالها ، ويجوز أن يراد يصيب بالبلاء أي العذاب كل نفس عاصية بسبب كما أسلفت من الشر والبلية والبلاء والبلوى واحد ، والجمع البلايا ومعنى الكل الاختبار .
أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله فيتبعونهم حتى يؤدوهم النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هنالك تبلو } الآية ) . وعن ابن زيد قال : تعاين كل نفس ما عملت وقرئ تتلو من التلاوة أي تقرأ كل نفس صحيفة عملها من خير أو شر .
{ وردوا } أي الذين أشركوا { إلى الله } أي إلى جزائه وما أعد لهم من عقابه والرد عبارة عن صرف الشيء إلى الموضع الذي جاء منه { مولاهم } ربهم ومالكهم { الحق } صفة له ، أي الصادق الربوبية دون ما اتخذوه من المعبودات الباطلة وقرئ بالنصب على المدح كقولهم الحمد لله أهل الحمد { وضل عنهم } أي ضاع وبطل وذهب في الموقف { ما كانوا يفترون } عليه من أن الآلهة التي لهم حقيقة بالعبادة تشفع لهم إلى الله وتقربهم إليه .
والحاصل أن هؤلاء المشركين يرجعون في ذلك المقام إلى الحق ويعترفون به ويقرون ببطلان ما كانوا يعبدونه ويجعلونه إلها ، ولكن حين لا ينفعهم ذلك . وعن السدي : قال نسخها قوله { بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.