غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ} (40)

35

وأما المثل الآخر فهو قوله { أو كظلمات } وقد يقال معنى أو أنه شبه أعمالهم الحسنة بالسراب والقبيحة بالظلمات ، أو الأول لأعمالهم الظاهرة والثاني لعقائدهم الفاسدة وللجيّ العميق الكثير الماء منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر ، والظلمات ظلمة البحر وظلمة الأمواج وظلمة السحاب . وكذا الكافر له ظلمة الاعتقاد وظلمة القول وظلمة العمل قاله الحسن . وعن ابن عباس قلبه وبصره وسمعه . وقيل : قلب مظلم في صدر مظلم في جسد مظلم . والظاهر أن الجمع للتكثير ، وأن أنواع الضلالات والأباطيل اجتمعت فيه . والضمير في { أخرج } للواقع في الظلمات يدل عليه قرينة الحال . ومعنى { لم يكد يراها } لم يقرب أن يراها ، ونفي القرب من الرؤية أبلغ من نفي الرؤية نفسها وقد مر هذا البحث في البقرة في قوله { وما كادوا يفعلون } [ البقرة : 71 ] قالت الأشاعرة في قوله { ومن لم يجعل الله له نوراً } دلالة على أن الهداية بتخليق الله تعالى وبجعله جملة المعتزلة على منح الألطاف وقد مر أمثال ذلك مراراً .

/خ50