وأما المثل الآخر فهو قوله { أو كظلمات } وقد يقال معنى أو أنه شبه أعمالهم الحسنة بالسراب والقبيحة بالظلمات ، أو الأول لأعمالهم الظاهرة والثاني لعقائدهم الفاسدة وللجيّ العميق الكثير الماء منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر ، والظلمات ظلمة البحر وظلمة الأمواج وظلمة السحاب . وكذا الكافر له ظلمة الاعتقاد وظلمة القول وظلمة العمل قاله الحسن . وعن ابن عباس قلبه وبصره وسمعه . وقيل : قلب مظلم في صدر مظلم في جسد مظلم . والظاهر أن الجمع للتكثير ، وأن أنواع الضلالات والأباطيل اجتمعت فيه . والضمير في { أخرج } للواقع في الظلمات يدل عليه قرينة الحال . ومعنى { لم يكد يراها } لم يقرب أن يراها ، ونفي القرب من الرؤية أبلغ من نفي الرؤية نفسها وقد مر هذا البحث في البقرة في قوله { وما كادوا يفعلون } [ البقرة : 71 ] قالت الأشاعرة في قوله { ومن لم يجعل الله له نوراً } دلالة على أن الهداية بتخليق الله تعالى وبجعله جملة المعتزلة على منح الألطاف وقد مر أمثال ذلك مراراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.