غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزۡجِي سَحَابٗا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيۡنَهُۥ ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ رُكَامٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٖ فِيهَا مِنۢ بَرَدٖ فَيُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَيَصۡرِفُهُۥ عَن مَّن يَشَآءُۖ يَكَادُ سَنَا بَرۡقِهِۦ يَذۡهَبُ بِٱلۡأَبۡصَٰرِ} (43)

35

ثم ذكر دليلاً آخر من الآثار العلوية قائلاً { الم تر أن الله يزجي سحاباً } أي يسوقه بالرياح { ثم يؤلف بينه } أي بين أجزائه أي يجمع قطع السحاب فيجعلها سحاباً واحداً متراكماً ساداً للأفق { فترى الودق } المطر أو القطر { يخرج من خلاله } من فتوقه ومخارجه جمع خلل كجبال في جبل قوله { من السماء من جبال فيها من برد } الأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض على أن قوله { من جبال } مفعول { ينزل } والثالثة للبيان أو الأوليان للبيان والثالثة للتبعيض ، ومعناه أنه ينزل بعض البرد من السماء من جبال فيها وقد مر في أول البقرة في قوله أو كصيب من السماء } [ البقرة : 19 ] معنى البرد وأنه بخار يجمد بعدما استحال قطرات ماء . قال عامة المفسرين : إن في السماء جبالاً من برد خلقها الله فيها كما خلق في الأرض جبالاً من حجر . وقال أهل المعنى : السماء ههنا هو الغيم المرتفع على رؤوس الناس ، والمراد بالجبال الكثرة كما يقال " فلان يملك جبالاً من ذهب " ثم بين بقوله { فيصيب به } إلى آخر الآية . أنه يقسم رحمته بين خلقه ويقبضها ويبسطها كيف يشاء ، أو يهلك بالبرد من يشاء أن يعذبه به أبصارهم ليعتبروا ويحذروا .

/خ50