ثم ذكر دليلاً آخر من الآثار العلوية قائلاً { الم تر أن الله يزجي سحاباً } أي يسوقه بالرياح { ثم يؤلف بينه } أي بين أجزائه أي يجمع قطع السحاب فيجعلها سحاباً واحداً متراكماً ساداً للأفق { فترى الودق } المطر أو القطر { يخرج من خلاله } من فتوقه ومخارجه جمع خلل كجبال في جبل قوله { من السماء من جبال فيها من برد } الأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض على أن قوله { من جبال } مفعول { ينزل } والثالثة للبيان أو الأوليان للبيان والثالثة للتبعيض ، ومعناه أنه ينزل بعض البرد من السماء من جبال فيها وقد مر في أول البقرة في قوله أو كصيب من السماء } [ البقرة : 19 ] معنى البرد وأنه بخار يجمد بعدما استحال قطرات ماء . قال عامة المفسرين : إن في السماء جبالاً من برد خلقها الله فيها كما خلق في الأرض جبالاً من حجر . وقال أهل المعنى : السماء ههنا هو الغيم المرتفع على رؤوس الناس ، والمراد بالجبال الكثرة كما يقال " فلان يملك جبالاً من ذهب " ثم بين بقوله { فيصيب به } إلى آخر الآية . أنه يقسم رحمته بين خلقه ويقبضها ويبسطها كيف يشاء ، أو يهلك بالبرد من يشاء أن يعذبه به أبصارهم ليعتبروا ويحذروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.