غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَّهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَٰلِدِينَۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعۡدٗا مَّسۡـُٔولٗا} (16)

وفي قوله { لهم فيها ما يشاءون } دلالة على أن حصول المرادات بأسرها لا تكون إلا في الجنة ، وأما في الدنيا فالراحات فيها مخلوطة بالجراحات . والضمير في { كان } { لما يشاءون } واستدلت المعتزلة بقوله { على ربك } أن ذلك واجب على الله حتى إنه لو لم يفعل استحق الذم . وأجيب بأنه واجب بحكم الوعد لقوله { وعداً مسئولاً } كأن المكلفين سألوا بلسان الحال من حيث تحملوا المشقة الشديدة في طاعته ، أو سألوه حقيقة بقولهم { ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك } [ آل عمران : 194 ] أو سألته الملائكة في قولهم { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم } [ غافر : 8 ] أو من حقه أن يسأل ويطلب لأنه حق واجب بحكم الاستحقاق أو بحسب الموعد على المؤمنين .

/خ1