قوله { يوم نحشرهم } رجوع إلى قوله { واتخذوا من دونه آلهة } وظاهر قوله { وما يعبدون } أنها الأصنام وظاهر قوله { أأنتم أضللتم } أنه من عبد من العقلاء كالملائكة والمسيح فلأجل هذا اختلفوا فحمله قوم ومنهم الكلبي على الأوثان ثم قالوا : لا يبعد أن يخلق الله تعالى فيها الحياة والنور والنطق ، أو أراد أنهم تكلموا بلسان الحال . وقال الأكثرون : إنه عام للأصنام وللمعبودين العقلاء نظيره قوله { ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون } [ سبأ : 40 ] ثم قالوا : إن لفظة " ما " قد تستعمل في العقلاء ، أو أريد به الوصف كأنه قيل : ومعبوديهم كما إذا أردت السؤال عن صفة زيد فتقول : " ما زيد " تريد أطويل أم قصير . والسائل الله وحده أو الملائكة بإذنه . وإنما قال أنتم وهم ولم يقل " أأضللتم عبادي هؤلاء أم ضلوا السبيل " ، لأن السؤال وقع عمن تولى فعل الإضلال لا عن نفس الإضلال . وفائدة هذا السؤال من علام الغيوب أن يجيب المعبودين بما أجابوا به حتى يحصل لعبدتهم الإلزام والتوبيخ كما قال لعيسى { أأنت قلت للناس } [ المائدة : 116 ] وكان القياس أن يقال : ضلوا عن السبيل إلا أنهم تركوا الجار كما تركوه في هداه الطريق والأصل هداه إلى الطريق أو للطريق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.