قوله { فقد كذبوكم } التفات لأجل الإلزام والفاء فيه تدل على شرط مقدر كأنه قال : إن زعمتم أنهم آلهتكم فقد كذبوكم بقولكم إنهم آلهة . أو بقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا على اختلاف قراءتي الخطاب والغيبة . قال جار الله : الباء في الأول كقوله { بل كذبوا بالحق } والجار والمجرور بدل من كاف الخطاب كأنه قيل : فقد كذبوا بما تقولون . وفي الثاني كقولك " كتبت بالقلم " . { فما تستطيعون } أنتم يا كفار أو فما يستطيع آلهتكم على القراءتين صرف العذاب عنكم . وقيل : الصرف التوبة لأنها تصرف العاصي عن فعله . وقيل : الحيلة من قولهم " إنه ليتصرف " أي يحتال . ثم ذكر وعيد كل ظالم بقوله { ومن يظلم } الآية . فاستدلت المعتزلة به على وعيد الفاسق وخلوده وذلك أن الفسق ظلم لقوله { ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } [ الحجرات : 11 ] والإنصاف أنه لا دلالة في الآية على مطلوبهم لأن " من " ليست من صيغ العموم عند بعضهم ، ولئن سلم فلعل المراد الأكثر أو أقوام بأعيانهم لقوله { منكم } ولئن سلم فلعله مشروط بعدم العفو كما أنه مشروط عند المعتزلة بعدم التوبة ، ولو سلم الجميع فإذاقة العذاب لا تدل على الخلود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.