غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَقَدۡ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسۡتَطِيعُونَ صَرۡفٗا وَلَا نَصۡرٗاۚ وَمَن يَظۡلِم مِّنكُمۡ نُذِقۡهُ عَذَابٗا كَبِيرٗا} (19)

1

قوله { فقد كذبوكم } التفات لأجل الإلزام والفاء فيه تدل على شرط مقدر كأنه قال : إن زعمتم أنهم آلهتكم فقد كذبوكم بقولكم إنهم آلهة . أو بقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا على اختلاف قراءتي الخطاب والغيبة . قال جار الله : الباء في الأول كقوله { بل كذبوا بالحق } والجار والمجرور بدل من كاف الخطاب كأنه قيل : فقد كذبوا بما تقولون . وفي الثاني كقولك " كتبت بالقلم " . { فما تستطيعون } أنتم يا كفار أو فما يستطيع آلهتكم على القراءتين صرف العذاب عنكم . وقيل : الصرف التوبة لأنها تصرف العاصي عن فعله . وقيل : الحيلة من قولهم " إنه ليتصرف " أي يحتال . ثم ذكر وعيد كل ظالم بقوله { ومن يظلم } الآية . فاستدلت المعتزلة به على وعيد الفاسق وخلوده وذلك أن الفسق ظلم لقوله { ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } [ الحجرات : 11 ] والإنصاف أنه لا دلالة في الآية على مطلوبهم لأن " من " ليست من صيغ العموم عند بعضهم ، ولئن سلم فلعل المراد الأكثر أو أقوام بأعيانهم لقوله { منكم } ولئن سلم فلعله مشروط بعدم العفو كما أنه مشروط عند المعتزلة بعدم التوبة ، ولو سلم الجميع فإذاقة العذاب لا تدل على الخلود .

/خ1