غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفرقان مكية غير آية نزلت بطائف { ألم ترى إلى ربك } حروفها ثلاثة آلاف وسبعة مائة وثمانون كلمها ثمانمائة واثنان وسبعون آياتها سبعة وسبعون .

1

التفسير :

إنه سبحانه تكلم في هذه السورة أولاً في التوحيد لأنه أقدم وأهم ، ثم في النبوة لأنها الواسطة ، ثم في المعاد وسيختم السورة بصفات العباد المخلصين الموقنين فما أشرف هذه المطالب وما أحسن هذا الترتيب . ومعنى { تبارك } كثر خيره وزاد أو تعالى عن أوصاف الممكنات وقد مر في قوله تعالى { فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون : 14 ] وفي وصفه نفسه بتنزيل الفرقان الفارق بين الحق والباطل أو المفرق في الإنزال بعد قوله { تبارك } دليل على أن كل البركة والخير إنما هو في القرآن ، وكانت هذه الصفة معلومة بدلائل الإعجاز فذلك صح إيقاعها صلة للذي . والضمير في { ليكون } لعبده أو للفرقان كقوله { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } والعالمون يشمل الخلائق كلهم إلا أن الإجماع دل على خروج الملائكة وما عدا الثقلين فبقي أن يكون مبعوثاً إلى الجن والإنس إلى آخر مدة التكليف . والنذير المنذر أو الإنذار كالنكير . قالت المعتزلة : لو لم يرد الإيمان من الكل لم يكن الرسول نذيراً للكل . وعورض بنحو قوله { ولقد ذرأنا لجهنم } [ الأعراف : 179 ] والإنذار الموجب للخوف لا ينافي وصفه تعالى بالبركة والخير لأن النظر على السعادات الأخروية التي تحصل بالإنذار على فوات بعض اللذات العاجلة .

/خ1