غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (15)

1

ومعنى { معروفاً } صحاباً أو مصاحباً معروفاً على ما يقتضيه العرف والشرع . وفي قوله { واتبع سبيل من أناب إليّ } إشارة أخرى إلى أنهما لو لم يكونا منيبين إلى الرب لم يتبع سبيلهما في الدين وإن لزم طاعتهما في الدنيا وفي باب حسن العشرة والصحبة . واتفق المفسرون على أن هذه الآية ونظيرتها التي في " العنكبوت " وفي " الأحقاف " نزلت في سعد بن أبي وقاص وفي أمه حمنة بنت أبي سفيان ، وذلك أنه حين أسلم قالت : يا سعد ، بلغني أنك قد صبأت ، فوالله لا يظلني سقف بيت وإن الطعام والشراب عليَّ حرام حتى تكفر بمحمد - وكان أحب ولدها إليها " فأبى سعد وبقيت ثلاثة أيام كذلك فجاء سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه فنزلت هذه الآيات ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتراضاها بالإحسان وإنما لم يذكر في هذه السورة قوله { حسناً } لأن قوله { أن أشكر } قام مقامه . وإنما قال ههنا { وإن جاهداك على أن تشرك } لأنه أراد وإن حملاك على الإشراك ، وقال في العنكبوت

{ لتشرك } [ العنكبوت : 8 ] موافقة لما قبله فإنما يجاهد لنفسه مع أن مبني الكلام هناك الاختصار .

/خ19