غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ} (10)

1

ثم ذكر من عباده المنيبين إليه داود وسليمان كما قال في " ص " { فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب } [ ص : 24 ] وقال في سليمان { وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب }

[ ص : 34 ] وفي قوله { منا } تنويه بالفضل وشأنه . ثم بين الفضل بقوله { يا جبال أوّبي } لأن هذا القول نوع من إيتاء الفضل ، ويجوز أن يكون التقدير : قلنا يا جبال أوّبي أي رجعي معه التسبيح . قيل : كان ينوح على ذنبه بترجيع وتحزين وكانت الجبال تساعده على نوحه بأصدائها والطير بأصدائها ، وقد مر تحقيقه في سورة الأنبياء . والتأويب السير طول النهار والنزول ليلاً فكأنه قال : أوّبي النهار كله بالتسبيح معه . وفي خطاب الجماد إشعار بأنه ما من صامت ولا ناطق إلا وهو منقاد لمشيئته . وقد ألان الله له الحديد كالشمع أو لأن الحديد في يده لما أوتي من شدة القوة .

/خ21