غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا} (18)

1

ومن جملة الوحي قوله { وأن المساجد لله } ذهب الخليل أن الجار محذوف ومتعلقه ما بعده أي ولأجل أن المساجد لله خاصة { فلا تدعوا مع الله أحداً } فيها عن الحسن عني بالمساجد الأرض كلها لأنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم مسجداً وهو مناسب لمدح النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أي كما أنه مفضل على الأنبياء ببعثه إلى الثقلين فكذلك خص بهذا المعجز الآخر . وقال جمع كثير من المفسرين : إنها كل موضع بني للصلاة ويشمل مساجدنا والبيع والكنائس أيضاً . قال قتادة : كان اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فأمرنا بالإخلاص والتوحيد وعن الحسن أيضاً أن المساجد جمع مسجد بالفتح فيكون مصدراً بمعنى السجود . وعلى هذا قال سعيد بن جبير : المضاف محذوف أي مواضع السجود من الجسد لله وهي الآراب السبعة : الوجه والكفان والركبتان والقدمان . وقال عطاء عن ابن عباس : هي مكة بجميع ما فيها من المساجد ، وأنها قبة الدنيا فكل أحد يسجد إليها . قال الحسن : من السنة أن الرجل إذا دخل المسجد أن يقول " لا إله إلا الله " لأن قوله { لا تدعوا مع الله أحداً } في ضمنه أمر بذكر الله بدعائه .

/خ28