{ لا تحرك به لسانك } ورتب على ذم الاستعجال قوله { كلا بل تحبون العاجلة } ومنها أنه لما قال { ولو ألقى معاذيره } وكان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر التعجيل في القراءة خوف النسيان قيل له : إنك وإن أتيت بهذه المعذرة لكنك يجب أن تعلم أن الحفظ لا يحصل إلا بتوفيق الله وإعانته فاترك هذا التعجيل واعتمد على هدايتنا ، ولا تستعن في طلب الحفظ بالتكرار ، وفيه أن الكافر كان يفر من الله إلى غيره حين قال { أين المفر } فعلى المؤمن أن يضاده ويفر من غير الله إلى الله ولا يستعين في كل أموره إلا به . ومنها أنه تعالى كأنه قال : يا محمد إن غرضك من هذا هو التبليغ لكنه لا حاجة إليه فإن الإنسان على نفسه بصيرة يعرف قبح الكفر مهما رجع إلى نفسه . وقال القفال : يجوز أن يكون المخاطب بهذا هو الإنسان المذكور في قوله { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } كأنه حين عرض كتابه يقال له { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } [ الإسراء :14 ] فإذا أخذ في القراءة ينبأ بقبح أعماله فيتلجلج لسانه من الفزع ويسرع له القراءة فيقال له { لا تحرك به لسانك لتعجل به } فإنه يجب علينا بحكم الوعد والحكمة أن نجمع أعمالك عليك وأن نقرأها عليك ، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالاعتراف والإقرار ، ثم أن علينا بيان أمره وشرح مراتب عقوبته . قوله سبحانه . { كلا بل تحبون } قال بعضهم : هو بمعنى حقاً . وقال جار الله : هو ردع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن عادة العجلة وحيث له على الأناة والتؤدة وقد بالغ في ذلك باتباعه قوله { بل تحبون العاجلة } كأنه قيل : بل أنتم يا بني آدم خلقتم من عجل تعجلون في كل شيء ، ومن ثم تحبون الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.