مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِنَّ كُلّٗا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (111)

{ وَإِنَّ كُلاًّ } التنوين عوض عن المضاف إليه يعني وإن كلهم أي وإن جميع المختلفين فيه «وإن » مشددة { لَّمّاً } مخفف : بصري وعلي ، «ما » مزيدة جيء بها ليفصل بها بين لام «إن » ولام { لَيُوَفّيَنَّهُمْ } وهو جواب قسم محذوف ، واللام في { لما } موطئة للقسم والمعنى وإن جميعهم والله ليوفينهم { رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ } أي جزاء أعمالهم من إيمان وجحود وحسن وقبيح . بعكس الأولى : أبو بكر ، مخففان : مكي ونافع على إعمال المخففة عمل الثقيلة اعتباراً لأصلها الذي هو التثقيل ، ولأن «إن » تشبه الفعل والفعل يعمل قبل الحذف وبعده نحو«لم يكن » «ولم يك » فكذا المشبه به مشددتان غيرهم وهو مشكل . وأحسن ما قيل فيه أنه من لممت الشيء جمعته لمَّا ، ثم وقف فصار «لما » ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ، وجاز أن يكون مثل الدعوى والثروى وما نفيه ألف التأنيث من المصادر . وقرأ الزهري { وإن كلا لما } بالتنوين كقوله : { أَكْلاً لَّمّاً } [ الفجر : 19 ] وهو يؤيد ما ذكرنا والمعنى ، وإن كلاً ملمومين أي مجموعين كأنه قيل : وإن كلاً جميعاً كقوله { فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } [ الحجر : 30 ] وقال صاحب الإيجاز : «لما » فيه معنى الظرف وقد دخل في الكلام اختصار كأنه قيل : وإن كلاً لما بعثوا ليوفينهم ربك أعمالهم . وقال الكسائي : ليس لي بتشديد «لما » علم . { إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } .