فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّ كُلّٗا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (111)

{ وإن كلا } أي كل الخلائق { لما يوفينهم ربك أعمالهم } أي جزاءها وفي أن وكلا ولما أقوال متخالفة هل أن مخففة أم مثقلة والتنوين في كلا مع النصب عوض عن المضاف إليه ونصبه بأن ولما خفيفة أم ثقيلة وهي بمعنى إلا أم لا .

وأحسن هذه الأقوال أنها بمعنى الاستثنائية وقد روي ذلك عن الخليل وسيبويه ورجحه الزجاج وقرأ أبي أن كلا إلا ليوفينهم وقرئ بالتنوين بمعنى جميعا وبسط الكلام في ذلك في جمل قال السمين : هذه الآية الكريمة مما تكلم الناس فيها قديما وحديثا وعسر على أكثرهم تلخيصا قراءة وتخريجا وقد سهل الله تعالى ذلك فذكرت أقاويلهم وما هو الراجح منها فأقول :

قرأ بعضهم أن ولما مخففتين وبعضهم خفف أن وثقل لما وبعضهم شددهما وبعضهم شدد أن وخفف لما فهذه أربع قراآت في هذين الحرفين وكلها متواترة سبعية قال : والرابعة وهي تشديد إن وتخفيف لما فواضحة جدا وقرئ شاذا وإن كل حب تخفيف أن ورفع كل ولما بالتشديد وهي قراءة الحسن البصري وعليها فلما بمعنى إلا انتهى ملخصا وقرئ أيضا شاذا قراآت أخر فلتراجع في السمين وغيره .

{ إنه بما تعلمون } أيها المختلفون { خبير } لا يخفى عليه منه شيء والجملة تعليل لما قبلها وفيه وعد للمحسنين المصدقين ووعيد للمكذبين الكافرين .