تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا} (44)

{ هنالك الولاية لله الحق } تقرأ برفع ( الحق ) وبجره ، فمن قرأها بالرفع فيقول : هنالك الولاية الحق لله ، ومن قرأها بالجر يقول : لله الحق ، والحق اسم من أسماء الله ، المعنى : هنالك يتولى الله كل عبد لا يبقى أحد يومئذ إلا تولى الله ، فلا يقبل ذلك من المشركين .

قال يحيى : قال السدي : الولاية بالفتح .

قال محمد : وقرأها حمزة والكسائي بكسر الواو ، ذكره أبو عبيد{[661]} .

قوله : { هو خير ثوابا وخير عقبا } أي : عاقبة . قال محمد : " ثوابا وعقبا " منصوبان على التمييز{[662]} .


[661]:قال أبو منصور: من قرأ "الولاية" بكسر الواو، فهو مصدر الوالي يقال: وال بين الولاية ومن فتح فقرأ (الولاية) فهو مصدر الولي، يقال: ولى بين الولاية ومن النحويين من زعم أن الولاية والولاية لغتان بمعنى واحد...وانظر (معاني القراءات ص 268) بتحقيقنا – ط دار الكتب العلمية – بيروت.
[662]:قال أبو الفرج بن الجوزي: (عقبا، عاقبة...) والمعنى: عاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره.وهذان الرجلان كانا أخوين في بني إسرائيل، خلفهما أبوهما مالا فاشتغل الكافر بالدنيا، وأقبل المؤمن على الآخرة فافتقر، وهما المذكوران في "الصافات" في قوله "إني كان لي قرين" (51)، وانظر: تذكرة الأريب (2/319) والتبيان (849).