بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا} (44)

{ هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } ، أي عند ذلك وهو يوم القيامة ، يعني : السلطان والحكم لله لا ينازعه أحد في ملكه يومئذٍ ؛ وهذا كقوله : { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [ الانفطار : 19 ] . فمن قرأ { الحق } بكسر القاف جعله نعتاً لله ؛ ومن قرأ بالضم جعله نعتاً للولاية . قرأ حمزة { هُنَالِكَ الولاية } بكسر الواو وضم القاف ، وقرأ الباقون { الولاية لِلَّهِ الحق } ، وقال بعضهم : الولاية بالكسر والنصب لغتان ، وقيل بالكسر مصدر الوالي ، يقال : والي بين الولاية وبالنصب مصدر الولي بين الولاية . { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا } ، أي خير من أثاب العبد ؛ { وَخَيْرٌ عُقْبًا } ، أي خير من أعقب . قرأ حمزة وعاصم { عُقْبًا } بجزم القاف ، وقرأ الباقون بضم القاف ، ومعناهما واحد وهو العاقبة ، فبيّن الله تعالى حال الأخوين في الدنيا وبيّن حالهما في الآخرة ، في سورة الصافات في قوله تعالى : { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ } [ الصافات : 51 ] إلى قوله : { فاطلع فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ الجحيم } [ الصافات : 55 ] .